العمل والعمال
العمل هو أداء وظيفة أو مهنة أو بذل جهد عضلي أو عقلي مقابل الحصول على عائد مادي خلال فترة زمنية اتفق عليها مسبقا، والعمل يوفر احتياجات الشخص كما يوفر له العيش الكريم، وينهض كل مجتمع من خلال الأدوار المختلفة والمتكاملة التي يؤديها أفراده، فلكل وظيفته التي تتعلق بمجال معين، وبالتالي يتقدم ويتطور هذا المجتمع من خلالها، فلا مهنة أكثر أهمية وفائدة من مهنة أخرى كما يعتقد كثيرون خطأ.
وتتنوع المهن التي يمارسها الناس، فهناك البناؤون والأطباء والمهندسون والرسامون والمزارعون والعمال وغيرهم، والذين لهم أكبر الأثر والدور في بناء المجتمع بمجهودهم العضلي، فلولاهم لما نشأ العمران والبنيان، فلعل البناء من أصعب المهام التي يقوم بها الإنسان، ويوجد نقابات تدعم حقوقهم وتسعى لتحصيل مزيد منها لهم، كالتأمينات الصحية والأمان الوظيفي وغيرهما، وهنا في هذا المقال سنتحدث عن عيد العمال على وجه الخصوص والتطرق ووسائل لتاريخه بالشرح.
تاريخ عيد العمال
ويرجع استحداث هذا اليوم إلى قيام مجموعة من العمال في مدينة شيكاغو في الأول من أيار من عام 1886 بإضراب شامل، مطالبين من خلاله بتقليل ساعات العمل لثماني ساعات، ورافعين شعار " ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع"، ولم يوافق أرباب العمل في ذاك الزمن على هذه المطالب، وقد قتل العديد من المتظاهرين على يد الشرطة وسجن عدد من كبار العمال، الذين أعدم بعضهم وحكم على البعض الآخر بسنوات السجن الطويلة.
وفي عام 1894 حدث إضراب بولمان، والذي مات فيه عدد من العمال على يد الجيش الأمريكي، الأمر الذي دفع بالرئيس الأمريكي غروفر كليفلاند لبحث طرق ووسائل صلح مع حزب العمل ليقر عيد العمال وحق العمال في عطلة في ذاك اليوم، لتجنب حدوث أعمال الشغب واستمرار العنف والمظاهرات والقتل والتخريب.
يوم عيد العمال
وقد أدى الاهتمام بالعمال وحقوقهم وواجباتهم ودورهم في المجتمع إلى تحديد يوم من أيام السنة تقديرا لهم، ويوافق عيد العمال أو يوم العمال العالمي الأول من شهر أيار كل عام، ويوافق هذه اليوم أيضا يوم الاحتجاجات العمالية، وقد اكتسب هذا اليوم صبغة عالمية، فتحتلف به أغلب دول العالم، وتقوم العديد من المنظمات بإقامة الفعاليات المختلفة احتفاء بالعمال، وفيه يحصلون أيضا في كل مكان على يوم إجازة لا يعملون فيه فيرتاحون في منازلهم، ويتم توزيع الهدايا المتنوعة على العمال في كل مكان في العالم؛ كلفتة عرفان وشكر وتقدير على دورهم في حياة الناس والرقي بمجتمعاتهم وأوطانهم وفي بنائها.