استقلال المغرب
يحتفل الشعب المغربي بعيد استقلال المغرب في الثامن عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) في كل عام، والمغرب كحال باقي الدول تعرضت إلى الاحتلال من قبل فرنسا، واستمرت مدة استعمارها قرابة أربعة وأربعين عاما؛ حيث تعتبر هذه المدة طويلة نوعا ما، ولكن كيف حصل المغرب على استقلاله بعد فترة استعماره الطويلة؟ وكيف كافح المغاربة لنيل استقلالهم؟
تاريخ تعرض المغرب للاحتلال الأجنبي
بحكم موقع المغرب على البحر الأبيض المتوسط وقربها من قارة أوروبا عبر مدينة طنجة، وإشرافها على المحيط الأطلسي أيضا؛ جعل ذلك منها مطمعا واضحا للتنافس الاستعماري من قبل إسبانيا وفرنسا؛ ففي عام 1906م تعرض المغرب للاحتلال بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء تحت غطاء معاهدة الحماية؛ ففي عام 1912م قبل المغرب هذه المعاهدة ولكن ما جرى فعليا هو إدارة البلاد حقيقة هي بيد الاحتلال الاجنبي، فتم تقسيم المغرب إلى مناطق تحت النفوذ الفرنسي وشمال المغرب تحت النفوذ الإسباني، بينما قرر مؤتمر باريس اعتبار طنجة مدينة دولية في عام 1925م.
المقاومة ورموز الثورة المغربية ضد الاحتلال
ثورة الريف، وبدأت الثورة من عام 1920م في شمال المغرب، واستمرت سبع سنوات لعام 1927م، وقاد الثورة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي وكانت تتميز بنزعة المقاومة، وفي عام 1930م تم تأسيس أول تنظيم سياسي بقيادة محمد بلحسن الوزاني وعلال الفاسي، وكان الحاكم الشرعي على المغرب هو الملك محمد الخامس، وكان له موقف واضح برفضه سلطة الاستعمار على بلاده، ففي عام 1947م قاوم الاحتلال بخطابه الرافض لفرنسا وإسبانيا وهو خطاب طنجة المشهور، وفي عام 1952 أثناء الاحتفال بعيد الجلوس على العرش أكد مرة أخرى على موقفه الرافض للاحتلال الأجنبي فكان الخطاب ثابتا ومؤثرا في ثورة الشعب المغربي في الكفاح ضد هذا الاستعمار.
خرج المتظاهرون بالتنديد ضد هذه السلطة غير الشرعية والمطالبة بخروجها من البلاد، ولكن عملت السلطات الفرنسية والإسبانية على خلع الملك محمد الخامس ونفيه في عام 1953م إلى مدغشقر، وتنصيب ابن عمه بن عرفة مكانه، وتم زرع الكثير من النعرات بين الشعب المغربي خصوصا بين العرب والأمازيغ، ولكن مع الكفاح المسلح تمت قيادة حركات الجهاد والقتال الشرس وهي ثورة الملك وثورة الشعب في عام 1954م لإخراج هذا الاستعمار.
نجحت المقاومة بإعادة الملك محمد الخامس إلى بلاده عام 1955م، وفي نيل حرية بلادهم عام 1956م؛ حيث وقعت فرنسا معاهدة الانسحاب من المغرب في آذار في العام ذاته، وفي نيسان وقعت إسبانيا اتفاقية الخروج من المغرب، ويحتفل المغرب فعليا بتاريخ 18 نوفمبر من كل عام وهو اليوم الذي رجع فيه الملك محمد الخامس والأسرة الحاكمة من المنفى إلى المغرب، فنال المغرب استقلاله مع بقاء مدن سبتة ومليلية والجزر الجعفرية في البحر المتوسط، وجزر الخالدات في المحيط الأطلسي تحت السيطرة الإسبانية.