الإنسان والأرض
ترتبط حياة الإنسان بالأرض ارتباطا وثيقا منذ الأزل، حيث عمل الإنسان الأول على جني قوت يومه من الصيد والمزروعات التي كانت تنبت دون أي تدخل بشري، لاحظ الإنسان أهمية وفائدة المزروعات بالنسبة له في بداية الأمر كوسيلة للتغذية، فحرص على القيام بأخذ فسائل من المزروعات النابتة وزراعتها في أماكن متعددة لتتكاثر كمياتها، وبالتالي توفير كميات أكبر من الغذاء.
الزراعة
يقصد بالزراعة هي أي نشاط يبذله الإنسان في الأرض من حراثة وتهيئة الأرض لعملية بذر الحبوب، استعدادا لإنتاج غذاء يستفيد منه الإنسان والحيوان والطير، وكل ما ينتج ويخرج من الأرض يستفيد منه الكائن الحي في غذائه فهو مزروعات.
الزراعة في الإسلام
أولى الدين الإسلامي للزراعة والحفاظ عليها عناية خاصة لما لها من أهمية وفائدة كبيرة في حياة الفرد والمجتمع، حيث تعد من النعم التي أنعم بها الله تعالى على عباده، في قوله تعالى: " فلينظر الإنسان إلى طعامه إنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكة وأبا ومتاعا لكم ولأنعامكم".
كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزراعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لايزرع مسلم زرعا غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"، فيها أجر عظيم وفائدة دنيوية أيضا، ومن ناحية بيئية، فإن للزراعة دور كبير في الحفاظ على البيئة، وخاصة الأشجار، فلها دور في التقليل من التلوث البيئي وغيرها من الأهميات البيئية التي تعود على الإنسان بالنفع والحفاظ على صحته.
أهمية وفائدة الزراعة
- توفير غذاء للكائنات الحية (الإنسان، والحيوان، والطير).
- منع تلوث البيئة.
- مورد للكسب الحلال.
لا تقتصر أهمية وفائدة الزراعة في هذه النقاط الثلاث فقط، بل تتعدى لتصل إلى مئات الفوائد، لكن اختصرنا لكم النقاط الأهم، الأشجار، وأهمية وفائدة الأشجار، والحفاظ على الأشجار.
الأشجار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل). أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزراعة، فمصير الفسيلة النمو حتى تصبح شجرة، يستظل بها الإنسان والحيوان، وتحميه من أشعة الشمس، وتعطيه الغذاء، والكثير من الأدوار البالغة الأهمية وفائدة التي تلعبها الأشجار في حياتنا.
أهمية وفائدة الأشجار
- تحمي الأشجار البيئة من التلوث.
- تساعد الأشجار على خفض درجات الحرارة في فصل الصيف، ما يؤدي إلى تلطيف الجو.
- التخفيف وانقاص من حدة الضوضاء.
- منع انجراف التربة.
- الحد من ظاهرة التصحر.
- تعتبر الأشجار كمصد للرياح الشديدة وتخفف من حدتها.
- مصدر غذائي أول للكائنات الحية.
- مصدر رزق للإنسان حيث يمكن أن يمتهنها ويتاجر بها.
- التشجيع على الاقتصاد المحلي وزيادة الدخل القومي.
- تعتبر زينة طبيعية للمنطقة.
- تحسين المناخ الجوي للمنطقة.
- ملجأ للطيور، مقرا لبناء أعشاش الطيور.
- حماية الأراضي من الجفاف والتصحر.
- الحفاظ على المياه الجوفية في باطن الأرض من التسرب.
ممارسات خاطئة بحق الأشجار
- الرعي الجائر.
- الضرب بالعصي، عند جني الثمار.
- قطع الأشجار، لاستخدامها كنوع من الحطب للمدافئ في الشتاء.
- الصيد الجائر، حيث يؤثر قتل الطيور على عملية التوازن البيئي ما بين الطيور والأشجار.
- الزحف العمراني على الأراضي الزراعية.
- إهمال الأشجار.
طريقة الحفاظ على الأشجار
- الحرص على عدم السماح للعمران بالزحف على حساب الأراضي الزراعية.
- إطلاق حملات توعية وإرشادية للحفاظ على الأشجار.
- اتخاذ وسائل تدفئة أخرى غير الحطب.
- الاهتمام بالتربة الزراعية.
- تسميد الأشجار وحمايتها من الآفات التي تفتك بها.
يوم الشجرة العالمي
انطلاقا من اهتمام العالم بأهمية وفائدة الشجرة ومكانتها الدينية والطبيعية، خصص العالم بأسره يوما من كل عام ليحتفل بيوم الشجرة، حيث تحتفل دول الوطن العربي، وأمريكا ،وأستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، وألمانيا، وإيران، واليابان، وغيرها من الدول بهذا اليوم، حيث تحظى بهذا اليوم بعناية أكثر من أي يوم مضى، ويتم زرع عدد كبير من الأشجار لحماية الغطاء النباتي وزيادة المساحة الخضراء في الدول بشكل أكبر.
أما في المملكة الأردنية الهاشمية، فتحتفل في الـ15 من شهر أذار من كل عام في اليوم الوطني للشجرة، حيث تحرص المدارس والجامعات وغيرها من الدوائر الحكومية على زراعة أكبر عدد من الأشجار والعناية بها، وتعطي وزارة البيئة الأردنية أهمية وفائدة كبيرة للحماية والمحافظة على الأشجار، بوضعها غرامات وقوانين صارمة على كل من يعتدي على الثروة الحرجية والأشجار.
المحميات
عمدت الحكومات في جميع دول العالم إلى إنشاء محميات طبيعية انطلاقا من حرصها على الحياة البرية التي باتت مهددة بالتصحر والانقراض في ظل الظروف التي يعيشها العالم المعاصر، وجاءت فكرة المحميات الطبيعية إيمانا من الحكومات بحق النباتات والحيوانات بالعيش بأمان كحق الإنسان تماما بالأمن والأمان، كما نظمت زيارات سياحية إلى هذه المحميات بحيث لا تشكل أي ضرر على أمن هذه الحيوانات والنباتات، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المحميات تعتبر مصدر دخل ممتاز.
تحظى النباتات داخل المحميات بالحماية من الاعتداءات البشرية والحيوانية بالرعي الجائر، بعيدة عن اليد البشرية وحمايتها من الخراب والقطع والزحف العمراني الجائر، جاءت هذه المحميات لتحمي الكائنات الحية من بعض البشر الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم، بمجرد ما فكر بالبناء، وتوفرت له الإمكانيات، يبدأ بالاعتداء على الأرض بقطع الأشجار وجرفها والبدء بالبناء دون توارد أدنى فكرة للإنسان بما قد يشكله أو يخلفه من ضرر من هذه البنايات.
أدلة شرعية على اهتمام الإسلام بالأشجار
حث النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف هذا المسلمين على الزراعة وعدم ترك الأرض صحراء قاحلة، فمن لم يرد أن يزرعها فليمنحها لأخيه المسلم حتى يزرعها هو ويستفيد ويفيد غيره، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق في خلافته)
يتبين لنا من الحديث الشريف بأن من اعتنى بأرض واهتم بها حتى اعمرها وأصبحت خضراء، فله الأحقية بامتلاكها.
قال تعالى في كتابه العزيز: ?وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده? سورة الأنعام.
في هذه الآية الكريمة، عدد الله تعالى كثير من نعمه على الإنسان، حيث وجه الإنسان إلى الأكل من طيبات ما رزقه من نخل وزيتون ورمان، وكل ما ينبت بأمر الله تعالى من مزروعات، داعيا العباد إلى الرزق الحلال والأكل مما أحل الله تعالى، محذرا الإنسان من اتباع طرق وخطوات الشيطان ومحذرا إياه من الإسراف.
لا يوجد أي حجة للإنسان على استنزاف الأراضي الزراعية والاعتداءات على الأشجار الحرجية وغيرها، فالبدائل جميعها متوفرة، من الأمر المحزن للغاية تعرض بعض الغابات في شتاء 2014 في الأردن للقطع الجائر على يد الإنسان، كما أن إهمال الإنسان أدى إلى نشوب حرائق هائلة في عدد كبير من الأشجار قد يكون نتيجة رمي بقايا سيجارة أو ترك النار مشتعله وغيرها، وبالتالي خسائر كبيرة في عدد من الأشجار المعمرة والضخمة.
أيها الإنسان، لست وحدك على هذه الأرض، غيرك الملايين من البشر والكائنات الحية التي تحتاج هذه الشجرة، قد تكون سببا في إلحاق الضرر بغيرك وأنت لا تعلم، حافظ على أرضك وبيئتك.