تقع مدينة صفرو على سفوح جبال ( الأطلس المتوسط ) في المغرب العربي، وتبعد هذه المدينة الجميلة القديمة حوالي 28 كيلو متر عن مدينة فاس في القسم الجنوبي الشرقي منها، كما إن هذه المدينة تشتهر بتراثها الغني الذي يعود إلى حقب تاريخية قديمة، حيث آثارها العمرانية شاهدة على قدمها وخاصة في نموذجها الإسلامي المعماري منه .
ما يلفت النظر حين التجوال في داخلها، هو وجود الأحياء العتيقة فيها التي تأسر السائح، وأيضا وجود الأسوار العالية فيها، وما يلفت النظر أكثر هو وفرة أشجارها، فنجدها كروض غناء، غنية في جنائنها وغاباتها، فتكثر فيها عيون الماء ذات التدفق العالي، لنجد فيها الشلال ذو الإنهمار الوفير من أعلاها، فنرى فيها كثرة المجاري المائية، ليشتهر وادي ( أكاي ) الذي يقع فيه هذا الشلال، فيقسم النهر هذه المدينة لجزأين، لتربط بين الشطرين جسور عديدة، ونظرا لوجود الغابات الكثيفة التي تمتد على مساحات واسعة في مدينة صفرو، فإنها تكثر فيها المغاور المأهولة .
إن أول نشوء هذه المدينة يعود للقرن 7 م، وذلك في النصف الثاني منه، حيث سكنها الإنسان بالقرب من الشلال الموجود فيها، على مرتفع منه، حيث عرفت باسم ( القلعة )، واشتهرت مدينة صفرو قديما ولحوالي قرنين وأكثر بازدهارها الاقتصادي التجاري، إلا أنه وبسبب النزاعات التي حصلت بين قبائلها، ونتيجة الخصومات والحروب، وخاصة طريق القوافل .
تشتهر مدينة صفرو بكثرة التسميات والألقاب التي أطلقت عليها، إذ أطلق عليها سكانها المغاربة الأصليين اسم ( مدينة حب الملوك )، وأطلق اليهود عليها اسم ( أورشليم الصغيرة )، أما الفرنسيين فقد أطلقوا عليها اسم ( حديقة المغرب ) .
في مدينة صفرو مهرجان أخذ شهرة واسعة وهو مهرجان ( حب الملوك )، الذي يقام كل عام في شهر حزيران، وكانت أول انطلاقة له في عام 1919 م، وأتى هذا المهرجان كاحتفاء لانتهاء موسم جني الكرز، حيث نجد خلال فعالياته الكثير من الأنشطة الموسيقية المتنوعة الثقافية الشعبية، إضافة لانتخاب ملكة جمال ( حب الملوك )، واستعراض للتراث الأمازيغي والعربي، إضافة للمسابقات الثقافية والنشاطات الرياضية التي تقام في أغلب ساحات مدينة صفرو، وبذلك تكون ثمرة الكرز هي الثمرة المكرمة سنويا في هذه المدينة، إذ يصف أغلب من زار هذه المدينة بأنها شبيهة بفاكهة الكرز، ويحكى عن إعجاب الزائر وتعلقه بها وولائه لها، كما حال أهلها الذين قد قطعوا العهد معها بأن مهما باعدتهم الظروف، فهم لأحضانها عائدون .