مدينة مرسيليا
تعد مرسيليا ثانية المدن في فرنسا بعد العاصمة باريس، وثالث أكبرها من حيث تعداد سكانها، وذلك بعد مدينتي باريس ليون، وتقع مرسيليا على الساحل الجنوبي لفرنسا، وعلى الساحل الشمالي للبحر الأبيض المتوسط، وتعتبر بالفعل الميناء البحري الأهم في فرنسا، وتعد مرسيليا واحدة من أهم موانئ البحر المتوسط، ولذلك، فهي تلعب دورا كبيرا في تعزيز السياحة في فرنسا، ولقد ازداد هذا الدور أهمية وفائدة بعد أن توجت مرسيليا كعاصمة للثقافة الأوروبية في عام 2013 م، لتكون واحدة من أهم مدن فرنسا السياحية، بما تتميز به من أماكن سياحية وثقافية وتاريخية، تجذب آلاف السياح كي يأتوا إليها كل عام؛ لرؤية حقيقة روعة السياحة في فرنسا، خصوصا في هذه المدينة الساحرة.
لا يمكننا التعرف على جمال المدن الفرنسية دون المرور على جمال مرسيليا، ولا يمكننا معرفة شيء عن السياحة الفرنسية دون المرور بميناء مرسيليا الساحر، كما ولا يمكننا أن نغفل عن زيارة ساحة مودولور في مرسيليا، والتي تعد ساحة الفن والثقافة الفرنسية الأولى، بل وحتى على مستوى العالم كله، هذه الساحة الرائعة، والتي صممها المهندس المعماري الياباني (إيتومو رابيتو)، هذه الساحة التي تضم عددا هائلا من الفنانين والمصممين، مما أثرى الثقافة والسياحة في فرنسا بشكل عام، وخصوصا في مرسيليا بشكل واضح وجلي.
آثار مرسيليا
تختص مدينة مرسيليا (عروس شاطئ الأوسط الجنوبي) تنوعا معماريا هائلا يظهر للمشاهد بشكل واضح، ويظهر ذلك جليا بين الأبنية الأثرية والتاريخية، وبين ما تشهده المدينة من نهضة عمرانية حديثة، من خلال المباني الضخمة حديثة الإنشاء، والتي تطغى على شوارعها الحديثة ذات التخطيط العلمي والمنسق بشكل مبهر؛ مما أضفى على مرسيليا جمالا ورونقا مميزا، وجعلها من أهم المدن السياحية في فرنسا، وكمثال على ذلك تتباهى مرسيليا بمبنى فيلا البحر المتوسط، الذي يزين ساحلها الجنوبي، كما تزهو بمبانيها التاريخية، والتي تشتهر بها مرسيليا، وتساهم بشكل كبير في ازدهار السياحة في فرنسا، ومن هذه المباني: مبنى فورت سانت جون، وكاتدرائية دي لا ميجورن، ومبنى شيلوه، والعديد العديد من هذه المباني التاريخية، خصوصا وأن مرسيليا تمتلك مساحة تبلغ حوالي ثلاثة كيلو مترات، والتي تزخر بالمباني التاريخية والمتاحف والمكتبات العامة، مما أضاف أهمية وفائدة لمرسيليا السياحية والاقتصادية، ونقلها من كونها من اجمل وافضل وأهم المدن الفرنسية السياحية، وجوهرة ساحل فرنسا الجنوبي، لتصبح عاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2013 م؛ مما جعلها تتربع على عرش السياحة والثقافة الأوروبية، وهي استحقت ذلك بكل جدارة.
كما أن منطقة الميناء القديم تعج بالمطاعم المتميزة والفنادق الراقية والشعبية، والتي ترضي معظم الأذواق، إضافة للأبنية التجارية المنتشرة عبر شوارعها التجارية، كما تتميز منطقة الميناء بسوق يومي للأسماك، يحتل رصيف المرسى البلجيكي؛ مما يزيد من حيوية المدينة، ويضفي عليها جمالا ورقيا، كما تتميز منطقة الميناء بوجود العديد من المتاحف المتخصصة، ويأتي على رأسها المتحف البحري، كما تتزين وتشتهر بمسارحها التاريخية، وتتربع على قمتها دار الأوبرا الفرنسية المميزة، تلك التحفة الفنية المعمارية المزخرفة، والتي تقع في قلب مرسيليا، حيث كاد حريق شب في العام 1920 أن يلتهمها ويدمرها.
يتميز سكانها -بشكل عام- بالطيبة والسماحة، والانفتاح على كل الثقافات المختلفة، ويشتهرون بدفء مشاعرهم تجاه الآخرين، ويتكون مجتمع مرسيليا ونسيجها الاجتماعي من أعراق مختلفة ومتعددة الثقافات، بالرغم من أن قرابة ربع سكانها ينحدرون من أصول إفريقية، ويصبغون مرسيليا بطابع إفريقي متميز، ويجد العديد من السياح في مرسيليا نقطة انطلاق لرحلاتهم نحو استكشاف جمال وسحر شواطئها المتوسطية الخلابة، وما تحتويه من أخاديد وخلجان وموانئ صغيرة، تمتاز بها شواطئ مرسيليا الساحرة.
موقعها مرسيليا
تقع مدينة مرسيليا جنوب فرنسا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتتميز بتصميم مدني بديع، إذ تنتشر بشكلها النصف دائري، وتمتد إلى الداخل من ميناء قديم صغير لا يتسع للسفن الحديثة الكبيرة الحجم، ويكثر به الزوارق القديمة، والتي تستخدم من أجل النزهة، ويحيط بالمكان أيضا مجموعة كبيرة من المقاهي والمطاعم، وتعتبر المقاهي والمطاعم من أهم الأمور التي تحقق أكبر عملية جذب للسياح، وتكون ممتدة إلى الداخل من الميناء القديم، ويوجد بها شارع رئيسي يسمى (الكانبيير)، وهو من أكبر الشوارع التي تعج بالمحلات التجارية الحديثة الإنشاء، وهو أيضا وحد من الأمور التي تهتم بجذب السياح إلى المكان، وتكثر على جوانب الميناء الكثير من المطاعم والمقاهي، التي تختص بجميع أنواع المأكولات، وبالتالي، فإن هذا ساهم في جذب السياح من مختلف الجنسيات، كما أيضا تكثر هناك دور السينما التي تعرض أفلاما متنوعة، وأكثر ما يميز مارسيليا الطابع الكلاسيكي الهادئ والبسيط، كما أنها واقعية بصورة كبيرة، وترحب بالزوار الوافدين إليها بطريقة جميلة وبسيطة.
الرياضة في مرسيليا
تشتهر مدينة مارسيليا بأنشطتها الرياضية الشبابية عبر أندية معروفة عالميا، وعبر توليفة متنوعة من الأندية والمرافق الرياضية، ومن أكثر هذه الأندية شهرة في المدينة هو نادي أولمبيك مارسيليا لكرة القدم، الذي عزز مستوى الرياضة الفرنسية بفوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا 1992-1993 م، وحل ثانيا عام 1991، ويمتلك النادي ملعبا خاصا به، وهو ستاد فيلودروم، والذي يتسع لأكثر من 60,000 متفرج، حيث يستضيف هذا النادي العديد من المناسبات والأحداث الرياضية المختلفة، من بينها مباريات المنتخب الوطني الفرنسي للعبة الرجبي، كما استضاف عدة مباريات دولية ضمن مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 1998، وكأس العالم للرجبي 2007، وتشتهر مرسيليا أيضا بنشاطات البيتانك، حتى أنها معروفة منذ القدم بأنها عاصمة المخصصة البيتانك، حيث استضافت المدينة عام 2012 بطولة العالم للبيتانك، كما يتم إقامة مونديال مارسيليا السنوي للبيتانك في مارسيليا، وهو واحد من أهم البطولات المنتشرة عبر العالم.
وتشتهر مرسيليا أيضا بالرياضات البحرية، وتعد سباقات القوارب الشراعية إحدى أهم هذه الرياضات في مارسيليا، حيث تتيح طبيعة شواطئها والرياح التي تميز هذه الشواطئ بممارسة جميع الرياضات البحرية، مثل: ركوب الأمواج، وسباقات الزوارق الشراعية، وغيرها، وتجري في هذه الرياضات العديد من المسابقات على امتداد مياه البحر المتوسط الدافئة، كما تمارس في مارسيليا رياضة الجولف على أرضية ثلاثة ملاعب مخصصة لممارسة لعبة الجولف، كما أن فيها العديد من المنشآت الرياضية المتخصصة، والعشرات من الصالات الرياضية، والكثير من المسابح العامة المغلقة والمفتوحة، وتنتشر فيها ممارسة رياضة الجري، التي يزاولها سكان المدينة حتى في المتنزهات العامة.
كما أن مارسيليا واحدة من أشهر الدول الفرنسية، والتي شهدت ميلاد العديد من الشخصيات البارزة في العالم، فقد ولد فيها سمير نصري لاعب كرة القدم المعروف، كما أنها شهدت ولادة اللاعب الكبير زين الدين زيدان الفرنسي، وهو لاعب نادي ريال مدريد الكبير، هذا إضافة إلى العديد من الشخصيات البارزة ممن حكوا فرنسا، وتعتبر مارسيليا واحدة من المدن التي تحتوي على أكثر من ديانة، حيث إن الناس فيها يعتنقون ديانات مختلفة، وذلك أيضا كان أحد العوامل التي ساهمت وساعدت بصورة كبيرة على زيادة جذب السياح لها، حيث إن السياح الوافدين إليها يجدون اهتماما بمختلف الديانات، فلا يشعرون بالغربة أو الضيق نتيجة تواجدهم فيها. في الختام، فإن كل دولة أو مدينة تحتوي على بعض المميزات التي تمكنها من التميز عن غيرها من المدن الأخرى، وذلك من جوانب مختلفة.