الوسواس القهري
مرض الوسواس القهري، أحد الأمراض النفسية العضوية، التي تؤثر على سلوك الشخص، وتجعل منه إنسانا غريبا في تصرفاته في بعض الأمور؛ بحيث يكثر من التدقيق على الأشياء القريبة منه. يمر الشخص المصاب بالوسواس القهري بعدة مراحل رئيسية في مرضه؛ بحيث تكون المرحلة الأولى من المرض عبارة عن أفكار وسواسية وقلق كبير، ومن ثم تتطور الحالة لتصبح مشاعر قلق كبيرة، ومن ثم تتحول الوساوس إلى أفعال قهرية. يعتبر مرض الوسواس القهري من الأمراض التي تصيب اثنين بالمئة من الناس، سواء كانوا رجالا أم نساء.
الجدير ذكره أن مرض الوسواس القهري ليس مقصورا على عمر معين؛ فهو يصيب الكبار والشباب والأطفال، ومن الطبيعي أن نرى أطفالا بعمر خمس سنوات مصابون بمرض الوسواس القهري. قد تظهر أعراض الإصابة عليهم بإعادة ترتيب ألعابهم أكثر من مرة، أو قد يتخيلون الكثير من العنف يقع عليهم دون وقوعه فعلا، لكن في أغلب الأحيان يصيب الوسواس القهري الأشخاص في سن المراهقة أكثر من باقي الأعمار.
أعراض الوسواس القهري
- وساوس وأفكار غريبة، تتعلق بتصرفات صادمة وغير معتادة، تدور حول أفكار الموت، والجنس، والإيذاء، والضرب، والنظافة الزائدة عن الحد، والإصابة بالأمراض.
- تكون صور خيالية وسواسية في العقل، بحيث يتصور الشخص أحداثا غريبة، كأن يرى نفسه يموت في حادث سير، أو أن شخصا ما يهاجمه، أو أنه سيصاب بأمراض كثيرة، أو يرى الشخص نفسه يتعرض للهجوم من شخص ما.
- الإحساس بالشك طوال الوقت، كأن يشعر الشخص المصاب بالوسواس القهري بانه قد تسبب بإذاء شخص ما، أو أنه قام بعمل مشين، أو يشك بصحة قيامه بالعبادات كالصلاة والوضوء.
- اجترار الذكريات الكثيرة، مثل حديث النفس مع النفس بحوارات متشابكة ومتشعبة، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- الالبحث عن المثاليات زيادة عن اللازم، وترتيب الاشياء وإعادتها ووضع الكماليات بطريقة مبالغ فيها.
- حدوث اضطرابات في المشاعر والعواطف، والشعور بنوبات اكتئاب وحزن، والشعور بالذنب والخوف.
- ممارسة بعض الأعمال القهرية، مثل التاكد من فتح وإغلاق الأبواب والشبابيك مرات عديدة.
- تجنب ممارسة بعض الأعمال الضرورية والروتينيةن وذلك بسبب الشعور بالخوف والاضطراب منها.
ما هى اسباب الوسواس القهري
- عوامل وراثية جينية، تتعلق بالتاريخ العائلي، وإصابة أحد أفراد العائلة بمرض الوسواس القهري.
- التعب والإرهاق الشديدين، والتعرض المستمر والمتكرر للإجهاد، وتحمل المزيد من الواجبات والمسؤوليات على نحو مباغت.
- حدوث تغيرات في كيميائية المخ، واختلالات عديدة تخص إفراز هرمون السيروتونين.
- اكتساب مرض الوسواس القهري نتيجة اضطرابات عديدة في الشخصية، بسبب إلزامها بنظام صارم وقوي.
طريقة الانتهاء والتخلص من الوسواس القهري
في معظم الأحيان يتم الانتهاء والتخلص من مرض الوسواس القهري بشكل تدريجي، دون اللجوء للعلاج؛ حيث يتحسن المصاب أولا بأول، وهذا في حالات الإصابة البسيطة، أما في حالات الوسواس القهري المتوسطة والشديدة، لا بد من اللجوء للعلاج و دواء النفسي والدوائي، واستخدام العقاقير والأدوية التي تخفف من الحالة، مثل مضادات الاكتئاب، مع ضرورة الانتباه إلى تجنب الجمع بين العلاج و دواء الدوائي والنفسي في الوقت نفسه، وقد أثبتت مضادات الاكتئاب نجاحا وفعالية في الانتهاء والتخلص من الوسواس القهري.
أما بالنسبة للعلاج و دواء النفسي، فيتضمن اللجوء للبوح والفضفضة، مع طلب الدعم من المحيطين سواء كانوا أقارب أو أصدقاء؛ بحيث يقدمون نصائح جنبا إلى جنب مع نصائح الطبيب النفسي، مع ضرورة التحلي بالصبر أثناء فترة العلاج، والطلب من المريض أن يساعد نفسه، وأن يقدم الدعم لذاته حتى يتخلص من جميع الوساوس، ومن إجراءات العلاج و دواء المهمة، والتركيز على كل جانب حيوي وإيجابي في حياة المريض، وتذكيره فيه، وعدم الإصرار على المريض أن يتحسن بسرعة والصبر عليه حتى يتحسن، وضرورة معاملة المصابين بالوسواس القهري بشكل طبيعي جدا، وعدم إشعارهم بأن لديهم مشكلة ما.