الخوف من الشيء دائما يقود الشخص إلى النجاة من خطره ، حيث أنه يبتعد عنه ويتجنب ما يوصل إليه ، ولكن الخوف من الله تعالى يقود الشخص إلى التقرب إليه سبحانه ، والخوف بشكل عام هو صفة إنسانية يشعر بها جميع الناس في بعض الظروف ولكن الخوف من الله عز وجل يجب أن يكون في كل الأحوال والظروف.
كيف أخاف الله ؟؟ هذا ما يشغل بال الكثير من المسلمين ، فكيف يكون المسلم خاشيا لله تعالى ؟؟.
يتحدد الخوف من الله تعالى أولا بطاعته سبحانه و الإبتعاد عن ما نهى عنه و عمل ما أمر به و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، حيث أن موضوع مخافة الله تبارك و تعالى و خشيته ليس بالأمر الصعب فبإتباع أوامر الله تعالى و إجتناب نواهيه نكون قد تخطينا الخطوة الأولى في مخافته تبارك و تعالى .
عندما خلق الله تعالى الإنسان فإنه خلقه بالفطرة يحب الخير و الصدق و الأمانة و الوفاء و حب الله و مساعدة الأخرين ، و على مر السنين تتشكل و تتبلور شخصية الفرد إما أن يحافظ على فطرته النقية التي خلقه الله تعالى عليها أو أن يمشي مع التيار الآخر المعاكس لقيمه الفطرية التي خلقه الله تعالى عليها ، فيغش و يكذب و يسرق و يخون الأمانة و يأمر بالمنكر و بذلك يصبح لا يخاف ولا يخشى الله تعالى .
لا يكون الخوف من الله بالشيء السيء فمثلا إذا أردت أن تعلم طفلك منذ صغره على مخافة الله تعالى لا يجب عليك ذكر العقاب الذي أعده الله تعالى لمن يعصيه فيصبح الطفل لا يحب الله تعالى ، بل عليك القول أن الله يحب المحسنين الذين يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر، و أنه أعد لهم في الآخرة جنة يوجد فيها ما يرغبون ، و بذلك تكون قد أنشأت فردا محبا لله و طاعته و غير عاصي له ، أي أنه يجب إستخدام أسلوب الترغيب و ليس إستخدام أسلوب الترهيب . فالمؤمن يعرف أنه لا ملجأ و لا منجى له في الدنيا إلا الله سبحانه و تعالى فعندما أحب الله تعالى أقوم بالتقرب إليه بالعبادة الصحيحة الخالصة و بالتالي الفوز برضاه ، مما يؤدي إلى دخول الجنة ، و تنبع خشية الله تبارك و تعالى و مخافته من محبته ، حيث كلما كان العبد محبا لله تعالى كلما قام بالأعمال التي أمره بها ، و بالتالي خشيته فالخوف من الله تعالى هو حب مغلف بالطمع برحمة الله تعالى و محبته .
