مقدمة
من علامات و دلائل المؤمن التقي أنه يسعى لغفران ذنبه الذي يرتكبه في حق الله تعالى، فهو ينظر إلى ذنبه ومهما صغر وكأنتعرف ما هو جبل يوشك أن يقع عليه كما بين ذلك النبي عليه الصلاة والسلام، كما أنه وبمجرد فعله للمعصية يذكر الله تعالى فيستغفر لذنبه لعلمه بضعف حاله وقلة حيلته وافتقاره إلى رحمة ربه سبحانه وتعالى، قال جل وعلا في ذكر المتقين (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنبوهم ومن يغفر الذنوب الإ الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون).
ولا يخلو أحد من الناس مهما كان إيمانه من المعاصي والذنوب، فكل بني آدم خطاء ولم يعصم الله أحدا من خلقه إلا أنبياءه وملائكته، وبالتالي على الإنسان أن يدرك ابتداء أنه غير معصوم من الذنوب والمعاصي وبالتالي عليه أن يرفق بنفسه ولا يحاسبها حسابا عسيرا وإنما يتبع المنهج الرباني حيث التوبة النصوح التي تمحي الذنوب والخطايا.
يتساءل الكثير من الناس قائلا كيف لي أن أعرف أن الله تعالى قد غفر لي، والحقيقة أنه ليس هناك أمر يمكن أن يلمسه الإنسان ذلك أن صحائف الإنسان موكول بها الملك الذي يكتب الذنوب والمعاصي ويمحوها بأمر الله تعالى وإن ذلك جزء من الغيب الذي لم يطلع الله تعالى عليه الإنسان وإنما يؤمن به المسلم بقلبه وجنانه، ولكن هناك بلا شك آثار يلمسها المسلم في قلبه ونفسه وروحه ويطمئن من خلالها أن الله تعالى قد غفر ذنبه ومنها نذكر:
كيف تعلم أن الله غفر لك
- توفيق الله تعالى للإنسان لملازمة الطاعات واجتناب المعاصي، فالمسلم الموفق من الله تعالى الذي يشعر بمعية الله تعالى له وعونه على أداء الطاعات والاستغفار من الذنوب يعلم بقلبه أن الله تعالى راض عنه قابل لتوبته غافر لذنبه.
- تحقيق شروط التوبة النصوح، فكما أسلفنا أن الله تعالى قد وضع لنا المنهج الصحيح في التوبة النصوح عن الذنوب والمعاصي، فلكي يقبل الله توبه عبده عليه أن يحقق ثلاث شروط ومتطلبات للتوبة منها الإقلاع عن الذنب والندم عليه مع عقد القلب والنية على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى، فإذا تحققت تلك الشروط مع وجود صدق التوجه لله تعالى والإخلاص في النية وصحة التوحيد فليعلم المسلم أن الله قد غفر ذنبه وقبل توبته.
- النشاط في البدن والحيوية في النفس والروح، فكما أن للذنوب آثار يراها المسلم في حياته، فالتحلل منها والاستغفار عنها له آثاره الحميدة في النفس والعيال والرزق، فمن وجد سعة في الرزق وبركة في المال فليعلم أن الله تعالى قد غفر له ذنبه.