التوبة النصوح
التوبة من الفعل الثلاثي تاب أي أناب، وأقر، وتراجع عن الخطأ والذنب الذي وقع فيه، وعقد العزم على عدم تكرار الخطأ مهما حصل وقدر ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
التوبة النصوح هي عقد النية والعزم على الإقلاع عن الذنب وعدم العودة له، مع الإحساس والشعور بالندم والحسرة والحزن على الأيام التي قضاها المرء في المعصية والبعد عن الله سبحانه وتعالى؛ فيقرر المرء بنية صادقة واصرار قوي على عدم العودة للمعصية والبدء بفعل الأعمال الصالحة والصدقة والمواظبة على الخيرات.
حكم التوبة النصوح
التوبة النصوح واجبة على كل مسلم ومسلمة؛ فالتراجع عن الذنوب والمعاصي والآثام أمر في غاية الأهمية وفائدة والوجوب فهي سبب للخلاص في الدنيا والآخرة قال الله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا"، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها".
على كل مسلم المداومة على التوبة كلما وقع في الذنب والإثم والمعصية؛ فالله سبحانه وتعالى يحب العبد الذي يذنب ويتوب عن ذنبه.
شروط التوبة النصوح
- إخلاص التوبة لله سبحانه وأن يكون الغرض منها وجه الله تعالى وليس مصلحة أو رياء أو سمعة.
- أن لا تكون التوبة مجرد تلفظ باللسان لكن يجب أن يكون منبعها القلب.
- الاقلاع عن المعصية في التو واللحظة وعدم تأخيرها أو التواني فيها.
- الإصرار على عدم العودة للذنب والصبر على ذلك ومنع النفس.
- الشعور بالندم ولوم نفسه التي سولت له بإرتكاب المعصية.
- إذا كان الإثم فيه ظلم للناس أو أكل حقوق فعليه أن يطلب السماح ممن ظلمه، وأن يرد المظالم إلى أصحابها ويعيد الحقوق إلى أهلها أو التعويض عن الضرر.
- الابتعاد عن أصدقاء السوء الذين يدفعون المرء إلى الإثم والمعصية.
- الإكثار من فعل الطاعات والصدقات والإستغفار؛ فالحسنات يذهبن السيئات.
- محاولة حث من حولك ممن يفعل الذنب إلى التوبة النصوح واصلاح البيئة الفاسدة التي تتواجد فيها.
- مجاهدة النفس؛ فالنفس بطبيعتها وبسبب وسوسة الشيطان وتأثير ونتائج المحيطين بالمرء قد تراوده نفسه بالعودة إلى ما كان عليه في السابق من البعد عن الله والمعاصي والإثم فالشيطان يزين للنفس ويجمل المعصية في عين الإنسان وتكون المجاهدة بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والاستغفار وتكرار قول:"أستغفر الله العظيم وأتوب إليه"، بالإضافة إلى فعل الطاعات واشغال النفس بزيارة الأهل والأقارب والزملاء، وممارسة هواية مفضلة أو تعلم شيء جديد في الحياة، أو الانخراط في عمل تطوعي بحيث لا يجد المرء متسعا من الوقت للاستجابة لهوى النفس وشهواتها.