بعث الله عز وجل الأنبياء والرسل ليكونوا رحمة للبشر، وليخرجوهم من ظلمات الجهل والجاهلية إلى نور الهداية وعبادة الله، وقد ابتدأت سلسلة الأنبياء والمرسلين بسيدنا آدم عليه السلام، وانتهت ببعث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فقد كان خاتم الأنبياء والمرسلين، والذي ختم برسالته رسالة الإسلام جميع الرسالات السماوية السابقة.
أيد الله جل وعلا نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزة القرآن الكريم التي ستبقى خالدة حتى يوم الدين، فقد تكفل الله عز وجل بحفظه إلى الأبد، فهي المعجزة التي أعجزت الإنس والجن؛ بحيث إنه سبحانه وتعالى تحداهم بأن يأتوا بسورة مثله، إلا أنهم لم ولن يستطيعوا الإتيان ولو بآية مثله.
نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
جاء عليه الصلاة والسلام ليعرف الناس بأخلاق الإسلام الحميدة، وينزع عنهم أخلاق الجاهلية المنبوذة والتي كانت مخالفة لأخلاق الإسلام، وقد كان لمحمد – صلى الله عليه وسلم قرابة مع كل فرع من فروع قريش، واسمه الكامل هو "أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وقد اصطفاه الله جل وعلا من أطهر القبائل وأزكاها، كما كان عليه الصلاة والسلام معروفا بأخلاقه الحميدة لدى جميع العرب قبل حلول الإسلام، بحيث إنه كان قريبا من قلوب جميع القبائل.
استمرت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم مدة ثلاثة وعشرين عاما( ثلاث سنوات منهن كانت دعوة سرية في مكة المكرمة في دار الأرقم بن أبي الأرقم)، وكانت الدعوة مليئة بالمشقة والتعب، ولكن حملها صلى الله عليه وسلم على أكمل وجه وبلغها لمن بعده.
مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وموقع دفنه
بعد أن عاد صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في العام العاشر للهجرة بقي في المدينة بقية شهر ذي الحجة وشهري محرم وصفر، وبدأ في تجهيز الجيس للتوجه الى فلسطين والبلقان بقيادة أسامة بن زيد، وقد طلب صلى الله عليه وسلم من أبو مويهبة مرافقته من أجل زيارة البقيع والاستغفار لأهلها، وهناك أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قد خير بين كنوز الدنيا والجنة وبين ملاقاة الرفيق الأعلى، وأنه صلى الله عليه وسلم اختار ملاقاة الرفيق الأعلى، ثم بدأت أوجاع المرض عنده فاستأذن بالبقاء عند عائشة رضي الله عنها، وقد اشتد عليه المرض حيث لم يستطع الإمامة بالناس فطلب من أبي بكر أن يصلذي بهم، وفي يوم الاثنين اشتدت سكرات الموت عليه صلى الله عليه وسلم إلى أن التحق بالرفيق الأعلى.
ودفن الرسول صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة رضي الله عنها موضع وفاته في المدينة المنورة، ففي البداية اختلف المسلمون حول مكان الدفن إلى أن حسم الأمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه.