المقال النقدي
تعتبر المقالات النقدية من أهم المقالات في وقتنا هذا؛ لكثرة الأعمال الفنية والأدبية وحتى السياسية، وانفتاح العالم على ثقافة الآخرين، فهي مقالات تساعدنا على فهم الصورة العامة للعمل الإبداعي، وخاصة إذا كان جديدا ولم يتناوله أحد من قبل، ويعطينا فكرة عن نقاط ضعفه وقوته، مما يسهل على المتعطش للأدب أو للفن عبء البحث عما يعجبه ويشابه ذوقه وحسه، وانتشرت هذه المقالات في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، واختص بها كتاب نقديون متخصصون يعرفون ما يبحثون عنه في الأدب والفن، سواء أكان في كتاب أم في رواية أم في شعر أم أداء فني ما، وتوسعت المقالات النقدية كذلك لتصل إلى السياسة، وانتقادها البناء للسياسيين والمسؤولين مما يعطي القارئ فكرة عما يجري حوله.
تعتبر المقالات النقدية فنا بحد ذاتها وازدادت أهميتها، وما زالت في ازدياد طردي مع الأعمال الفنية المطروحة في وقتنا هذا، وهي احسن وأفضل طريقة لمتابعة التطورات الأدبية والفنية.
مكونات المقال النقدي
كغيره من المقالات الأدبية يتكون المقال النقدي من مكونات رئيسية ضرورية لاكتمال المقال وهي:
- العنوان: وهي جملة أو أكثر تدلنا بمضمون المقال الرئيسي، ويجب أن تكون ملفتة بحيث تدفع القارئ للقراءة وتثير فضوله.
- المقدمة: وهي الفقرة الاستفتاحية التي خصصت لتهيئة ذهن القارئ وتعريفه بموضوع ومحتوى المقال العام، والمادة الأدبية أو الفنية التي يتناولها المقال وينقدها، ويجب أن تكون قصيرة وموجزة وشاملة لكل أفكار المقال.
- الموضوع: وهي الفقرة الشارحة المفصلة للأفكار والانتقادات، وهي عبارة عن دراسة شاملة لكل مكونات وعناصر العمل المنتقد، ويجب أن تتوافر فيه الحجج والمصادر والأبحاث التي أجريت للتوصل إلى نتيجة النقد، والتي تتم بعد دراسة منصفة للمادة وبحث والتأكد من التزام الكاتب أو المبدع الفني بقوانين وعناصر عمله لدحض أي رأي عار عن الصحة، كما ويتم فيه إبداء الرأي عن الكاتب أو المبدع الفني وتبيان أسلوبه والمدرسة الفنية التي ينتمي إليها.
- الخاتمة: وهي بمثابة خلاصة للمقال النقدي ومختصر لأهم نقاط قوته وضعفه، وإما أن يشجع القارئ على متابعة كاتب المادة المنتقدة وإما لا، بناء على النتاجات المطروحة.
كتابة مقال نقدي
عند كتابة مقال نقدي يجب مراعاة عدد من الشروط والخطوات، كأن يكون الكاتب النقدي مختصا في المجال الذي ينتقده، وأن يعتمد على أساسيات ومعلومات أكيدة، وليست من محض خياله مبينا للقارئ ذلك، كما ويجب أن يدرس المادة ويتابعها ويدرس مواد سابقة للكاتب أو المبدع الفني لتحديد أسلوبه ومدى تطوره، وينبغي أن يكتب بأسلوب لغوي متين وأن يسرد محتويات المقال بطريقة أدبية تشعر القارئ بمدى الفهم بالموضوع والمادة.