تحير الناس في أمر الأحلام منذ القدم ، واشتغل الكثيرين بتفسير الأحلام عبر العصور كل عصر حسب ما ورد به من ثقافة يعيشها المجتمع ، فالبعض بالقدم كانوا يردونها للآلهة، أو الأوراح القادمة من عالم آخر وتتواصل مع الإنسان عن طريق الحلم ، وردها البعض للشياطين . وأشهر الأحلام في العالم الإنساني تلك التي اصطلح البشر على تسميتها بالرؤى ، وكانت هذه الرؤى تأتي لناس تميزوا عن غيرهم وحسب الروايات التاريخية الدينية فإنها إما كانت تأتي للناس الصالحين ، أو الأنبياء وقد بدأت نبوءة بعضهم عبر حلم كقصة سيدنا يوسف وهو في سن الطفولة ورأى به إحدى عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين ، وفسر له حلمه أبوه سيدنا ابراهيم ، وعندما كبر النبي يوسف عليه الصلاة والسلام ، فسر هو نفسه أحلام ناس آخرين ، وهكذا فقد ارتفع مستوى الإيمان بالأحلام منذ القدم حتى يومنا هذا ، ولكن تنقسم الأحلام حسب الأديان إلى ثلاثة أقسام ، رؤى، وأحلام رمزية، واطغاث أحلام ، فكانت الرؤى من نصيب الصالحين من البشر، ولها علامتها الدالة عليها حتى بعد الصحو ، بينما خصت الأحلام الرمزية عامة الناس وهي أحلام لا تصل لمستوى الرؤية ولا تنحدر لمستوى الأطغاث، بل هي عبارة عن أحلام تراود الناس فتكون لها دلالات تخص حياتهم أفكارهم ، بينما صنفت الأطغاث بأنها الأحلام التي ليس لها معنى وتعرف على ما هى سوى صور مختلطة لا تدل على شيء . ومن الأحلام ما قد يكون كابوسا، وهذا قد يندرج تحت باب الؤية أو الحلم الرمزي أو أطغاث الأحلام . حسب الأديان السماوية فإن الإنسان من الضروري أن يتنبه لأحلامه، فهي قد تكون اشارات ترشده في حياته . وقد حث الإسلام خصيصا على صلاة الإستخارة قبل البت بقرارات صعبة وهي أن يصلي الإنسان صلاة الإستخارة فجرا ثم ينام ، وحينها قد تأتيه اشاره ترشده للأخير في ما يحتار فيه .
لم يبتعد العلم المختص بالعلوم الإنسانية عن الأحلام، كونها بالفعل تؤثر وتتأثر بحياة البشر، فتكلم عنها الفلاسفة والعلماء الإجتماعيين، والأدباء ، وعلماء النفس، وكان من أوائل من أدخلها إلى علم النفس الأديب الروسي ديستويفسكي الذي يعد أديب أسس برواياته لعلم النفس بشكل كبير جدا ومهم . وبعده جاء عالم النفس الأكبر سيجموند فرويد ليضع كتابا في تفسير الأحلام ويفصل رموز الأحلام وطريقة كيف ترتبط بنفس الإنسان .