القرآن الكريم اداب تلاوة القرآن الكريم
القرآن لغةً: هو القرآن الكريم اداب تلاوة القرآن الكريم مصدر من قَرَأَ، وقرأ بمعنى تلا، فالقرآن بمعنى مَقروء أيّ مَتلُوّ، والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جَمَعْتَه فقد قرأتَه، وسُمّي القرآن قرآنًا لأنه جَمَع الأمر والنهي، والوعد والوعيد، والقصص والعبر، والآيات بعضها إلى بعض، وقد يطلق هذا اللفظ على الصلاة أيضًا لأن فيها قراءة، يقال قرأ يقرأ قراءة وقرآنًا، أمّا اصطلاحًا: فهو كلام الله المُنزّل على نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-المُعجز بلفظه ومعناه، المتعبّد بتلاوته المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس، أما التعريف العقائدي، فعرّفه الطحاويين بأنه: كلام الله، منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحيًا، وصدَّقه المؤمنون على ذلك حقًّا. وفي هذا المقال سيتم الحديث عن فضل تلاوة القرآن الكريم.[١]
فضل تلاوة القرآن الكريم
القرآن الكريم كتاب الله المُعجز، والمتعبد بتلاوته يفتح للإنسان أبوابًا للحسنات لا تغلق إلا بابتعاده، فمجرد النظر إليه عبادة فكيف بتلاوته! أبواب الخير التي تُفتح مع القرآن تجعل الإنسان دائم البحث عن المزيد ليرتشف من طيبه ويتمعّن في سحر صياغته، وبلاغة معانيه، وعمق مراده، فالقارئ له لا يكاد ينهي قراءته حتى ينهال عليه من خيره، فالقرآن الكريم ليس كأيّ كتابٍ يُقرأ، هو كلام ربّ العالمين الذي أنزله على محمد ليخرج الناس من الظلمات إلى النور،ويتلخص فضل تلاوة القرآن الكريم فيما يأتي: [٢]
- فيه عمارٌ للنفوس، فعن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ" [٣] فالنفس التي ليس فيها شيء من القرآن خاويه خرِبه لا نرى فيها النور والعمار الذي نلقاه في أهل القرآن، الخضراء نفوسهم، والطيب معشرهم.
- سبب للرِفعة في الدنيا والآخره، فقارئ القرآن اسمه ساطعٌ في كل مكان خيّر، فمن وجّه قلبه لله أغناه الله عن الدنيا فذاع سيطه دون رغبةٍ منه، فاكتفاءه بالقرآن رفعه عند الله وبذلك عند خلقه.
- التالون لكتاب الله هم أهل الله وخاصته، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ". [٤] فالقرب من الله يكون بذكره، وبقراءة كتابه وتدبّر آياته، فمن تقرّب إلى الله بما يُحب كان من أهل الله وخاصته الذين يحبهم الله ويحبونه.
- تورث الدرجات العليا في الجنة، عن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا". [٥]
- تلاوة كل حرف من القرآن بحسنه والحسنة بعشر أمثالها، ففضل تلاوة القرآن الكريم كبير جدًا مكسب للإنسان المسلم فالله يُضاعف الحسنات لمن يشاء بكرمه ورحمته -سبحانه-.