علم النفس والمراهقة
يعتبر خبراء التربية وعلم النفس أنّ السبب الرئيس وراء المشكلات التي تطرأ في فترة المراهقة على اختلاف درجاتها وأشكالها هو قصورٌ في فهم الآباء والمُربِّين والمعلمين لطبيعة هذه المرحلة من عمر الابن ومتطلباتها واحتياجاتها، ممّا ينتج عنه عدم معرفة هؤلاء بطريقة تجهيز الطفل للانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، ولهذا يحتاج المراهقون إلى معاملةٍ خاصّةٍ في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة من حياتهم تقوم على التوجيه والإرشاد والنصيحة والقدوة الصالحة من أجل ضبط عواطفهم ومشاعرهم وسلوكهم وميولهم وتهذيبهم كي يجتاز المراهق هذه المرحلة بسلامٍ وأمانٍ له ولعائلته ولمجتمعه، وسنقدم في هذا المقال طرق ووسائل تساعد على طريقة التعامل مع المراهقين.
تعريف ومعنى المراهقة
المراهقة في اللغة العربية من الفعل الرباعيّ رَاهَقَ أيّ دنا واقترب من الشيء؛ فيقال رَهقتُ الشيء رهقًا أيّ دنوتُ منه واقترب، فالمراهقة إذًا هي الاقتراب من النُّضج والرُّشد، واسم الفاعل من الفعل رَاهَقَ هو مراهقٌ وهو الطفل على كلا الجنسيّن الذي اقترب من مرحلة البلوغ، والمراهق في علم النفس: هو اقتراب الطفل من النضج الاجتماعيّ والعقليّ والنفسيّ والجسديّ، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ النضج هو الاقتراب منه وليس النضج نفسه فالطفل يحتاج إلى سنواتٍ عدة أُخَر حتى يصل إلى النُّضج الكامل.
تنقسم مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل رئيسيّةٍ هي:
- المراهقة الأولى والتي تمتدّ من عُمر 11 إلى 14 عامًا وتمتاز بالتغيُّرات الجسديّة والبيولوجيّة.
- المراهقة الوسطى وتمتدّ من عُمر 14 إلى 18 عامًا وفيها تكتملّ كافّة التغيرات البيولوجية للذكر والأنثى.
- المراهقة المتأخرة من عُمر 18 إلى 21 عامًا وتمتاز بالرُّشد في التصرفات والمظهر الخارجيّ.
طريقة التعامل مع المراهقين
للتعامل مع المراهقين فنونٌ وأساليب كثيرةٌ بحسب مرحلة المراهقة التي يمرّ بها الطفل وبحسب سلوك وطبيعة الطفل نفسه ومنها:
- التركيز على الإيجابيات الموجودة في الطفل والابتعاد عن ذِكر السلبيّات والعيوب.
- التعبير عن الحب من قِبل الوالديّن عن طريق التعامل اللطيف، والهدايا، واحترامه أمام زملائه، وإكرام أصدقاؤه، ومناداته بالكنية التي يحبها.
- تجنُّب نصح المراهق بطريقة المُحاضر أو الخطيب فذلك يسبب نفوره بل يجب أنّ يكون التوجيه والنصيحة بكلماتٍ مختصرةٍ وذات معنىً.
- اختصار الإجابة عند سؤال المراهق لوالديّه عن أيّ أمرٍ وعدم إظهار الشكوك تجاهه بسبب هذا السؤال.
- الابتعاد عن اتخاذ دور المحقق مع أصدقاء المراهق وسؤالهم عن تفاصيل الصداقة التي تربطهم.
- تشجيع المراهق على الكلام بصراحةٍ مع والديّه وكسّر حاجز الخوف منهما.
- مشاركة الوالديّن للمراهق فيما يجده ممتعًا كاللعب والرسم والهوايات المختلفة.
- مشاركة الوالديّن للمراهق في أداء فروض العبادات كالصلاة جماعةً أو الذهاب معًا إلى المسجد، أو توزيع الصدقات، وزيارة الأقارب معًا.
- إعطاء المراهق الفرصة الكاملة للحديث وإبداء الرأي.
- الابتعاد عن مضايقته وإحراجه.
- احترام خصوصيّة المراهق وعدم المساسّ بها وعند الشكّ في سلوكٍ أو أمرٍ ما لا بُدّ من التحقق دون إشعاره بانتهاك خصوصيّته.
- العمل على تعزيز ثقة المراهق بنفسه وبالعالم من حوله.