حين نرغب في إنقاص أوزاننا فإننا نلجأ إلى برامج غذائية صارمة, و بالرغم من كل محاولات الألتزام بهذا البرنامج, و قمع رغبتنا الشديدة في تناول بعض الأصناف الممنوعة فيه, و عدم كسر حدود السعرات الحرارية, إلا أننا نفقد العزيمة أحيانا, و نغش بعض الشيء, و نعتقد أن ما قمنا به من غش أمر سيء, سيضيع أثر الجهد الذي بذلناه في الأيام السابقة من أجل الإلتزام الكامل بهذا البرنامج, و لكن هل هذا الاعتقاد صحيح فعلا؟
في الواقع قد يكون للغش المحدود أو المعتدل لمرة أو مرتين في الأسبوع الواحد أثر إيجابي و ليس سلبي على أنظمة إنقاص الوزن كما يعتقد المعظم, و بعض الأحيان تجد الخبير الذي وضع بنود هذا البرنامج يترك وجبة أو اثنتين ليختارها الشخص الذي يطبق هذا البرنامج بحرية على شرط أن تكون معتدلة, و لذلك مبرر و أثر أيجابي من الناحية الجسدية و النفسية أيضا.
من الناحية الجسدية
أن تناول عدد قليل من السعرات الحرارية لعدد من الأيام المتتالية, سيجعل الجسم يدخل في الحالة من التكييف, تقضي بتثبيط معدل الحرق إلى مستويات منخفضة, مما يعني أستهلاك أقل من السعرات الحرارية, فتجد أن الجسم يحرق عدد مقارب للعدد الذي يتناوله في برنامج إنقاص الوزن, مما يلغي العجر النتاج من تناول عدد أقل من حاجة الجسم الفعلية من السعرات الحرارية,الذي هو سبب حرق الدهون و نقص الوزن بالنتيجة.
لذلك إذا كان برنامج إنقاص الوزن يعمل بواقع عجز 3500 سعر حراري في الأسبوع, أي بمعدل 500 سعر حراري لكل يوم, فعلينا تقسيمها بطريقة مختلفة على الأيام فمثلا نقص 700 سعر حراري لـ6 أيام من الأسبوع, سيجعل مجموع العجز 4200 سعر, أي أن لديك 700 سعر حراري إضافية تأخذها في اليوم السابع من الأسبوع, أن ما يحدث للجسم في اليوم السابع عند تناول 700 سعر حراري إضافية على برنامج الطعام هو بمثابة الصدمة التي تعيد الجسم إلى تنشيط و تفعيل عملية الأيض, من أجل حرق عدد أكبر من السعرات الحرارية لبقية الأسبوع.
من الناحية النفسية
قد تمتد بعض برامج إنقاص الوزن لمدة زمنية طويلة, لذلك سيكون من الصعب على أحد الاحتفاظ بنفس القدر من الإصرار و التحدي في اتمام ما بدأ به من برنامج الحرمان الذي يمنعه من تناول كل ما يشتهي من الطعام, مما يجعله يتوقف عن اتباع هذا البرنامج بعد فترة قليلة من الزمن, و لكن بوجود هذه الفرصة الأسبوعية لانتقاء نوع من أنواع طعامه المفضل, ستجدد لديه الرغبة في الاستمرار, كأنه يبدأ هذا البرنامج للمرة الأولى بنفس الإصرار والعزيمة.