المجتمع المدني
يحملُ مصطلح المجتمع المدني مفاهيم عديدة لدى المجتمعات الحديثة، وهو مصطلح حديث نسبياً فقد تزامن تداول هذه الكلمة في بداية القرن التاسع عشر مع الفيلسوف هيجل ولحقه فيما بعد كارل ماركس، ويشير مصطلح المجتمع المدني إلى مجموعة الأفراد الذين بتشاركون بالأفكار والأنشطة والحراكات والنقاشات الذي تهتم بشؤون المجتمع ككلّ، كما يشير ذلك إلى الجمعيات والمنظمات غير الربحية أو غير الحكومية، حيث تقوم هذه المنظمات التطوعية بتبني هؤلاء الأفراد لتنظيم حركة العمل التطوعي داخل المجمع ودعم النشاطات الإنسانية الذي تهتم بالعدل والمساواة والحقوق، وتكمن أهمية وفائدة المجتمع المدني في توفير أهمّ الاحتياجات المادية والمعنوية للإنسان.
أهمية وفائدة المجتمع المدني
تعدّ أهمية وفائدة المجتمع المدني في الكثير من النشاطات والفعاليات والمهام الذي تقدّمه للمجتمع، فهو يدافع عن حقوق الشعب ورغباته في الصحة والتعليم والبيئة والاقتصاد والسياسة، كما يقوم بموازنة الديموقراطيات بين مختلف الأطياف الشعبية والحزبية، حيث يكون قادرًا على تأثير ونتائج القرارات الحكومية ومحاسبتها، فله سلطة شعبية قوية مدعومة من الأمم المتحدة والمجتمع المحلي، لهذا فهو يملك زمام السلطة والتأثير ونتائج والمحاسبات القانونية للدولة، كما يقدم الدعم المالي للمشاريع التنموية الفكرية للأفراد ويتبنى هذه المشاريع في بناء العمل بشكل كامل من حيث الترويج له عالميًا ومحليًا.
وتكمن أهمية وفائدة المجتمع المدني في الوقت الحاضر بقضايا المرأة واللجوء وتعليم الأطفال، من خلال تقديم مشاريع دعم وتمكين المرأة، وتأهيل الأطفال للقيادة الذاتية وتقديم المساعدات للاجئين، وتأمين لهم حاجاتهم الأساسية من سكن وغذاء وفرص عمل مناسبة لقدراتهم، حيث يسعى دائماً في الدفاع عن الحريات وتأهيل أفراد المجتمع على العيش بحرية واستقلالية تامة، كما يتبع طرق وخطوات عمل مناسبة لطبيعة الثقافة الاجتماعية المحلية لنجاح خططه المنشودة عبر وضع خطط وآليات متوازنة مع الفكر الشعبي لدى الأفراد.
تاريخ المجتمع المدني
لقد شاع مصطلح المجتمع المدني في كتابات هيجل وكارل ماركس، ولكن الفكرة أو المعنى المنشود من ذلك حسب التعريف ومعنى المسبق كان منذ زمن بعيد في الحضارة اليونانية والرومانية، حيث تحدّث الفلاسفة اليونان عن ضرورة هندسة العلاقات الإنسانية للوصول إلى الكمال الاجتماعي المريح، وهذا ما وجد من خلال كتاب المدينة الفاضلة للفيلسوف الإغريقي أفلاطون والذي كان يتحدث فيه عن صفات المدينة الكاملة التي لا نقص ولا عيب فيها، ومن هنا تحدث أفلاطون عن ضرورة تشكيل مجموعات مدنية تشترك بالمفاهيم والأنشطة المشتركة تقوم على مساعدة المستضعفين والاهتمام بالشؤون العامة للمجتمع من قضايا وعلاقات إجتماعية تفصيلية بعيداً عن تدخّل الحكومات أو الدولة، وقد أشار أفلاطون أنّ ما يميّز هذا العمل بأنه غير مدفوع الأجر، ومن هنا كانت انطلاقة الأعمال التطوعية في العصور الحديثة.