القيم الأخلاقية في المجتمع
القيم الأخلاقية أو الأخلاق تُعرّف بأنّها مجموعة من المبادئ الأساسية التي تكوّن شخصية الإنسان وتنظّم سلوك الإنسان كما أنّها تحدد علاقات الأفراد مع بعضهم البعض من أجل تحقيق الغاية من خلق الإنسان، إذ أنّ التسمك بالقيم الأخلاقية هو أساس صلاح المجتمع، وبالتالي فإنّه لا بد لأي إنسان أن يتصف بالقيم الأخلاقية السليمة والطيبة لأنّها من الأمور التي يسعى المجتمع لترسيخها من أجل جعل المجتمع آمنًأ وخاليًأ من المعوقات التي تعكر صفوه، أيضًا للتقليل من انتشار الجرائم، والفاحشة، لذا فإنّ القيمَ الأخلاقية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من شخصية الإنسان، وفي هذا المقال سيتم التعرف على أنواع القيم الأخلاقية.
أنواع القيم الأخلاقية
إنّ الإسلام قد حرص على غرس القيم الأخلاقية في الإنسان المسلم، إذ إنّ القيم الأخلاقية تشمل جميع ما أوصى به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن أبرزِ أنواع القيم الأخلاقية ما يأتي:
- العدل: إنّ من أهم الأخلاق العظيمة المحببة للنفس خُلق العدل؛ لأنه يبث في النفس الأمان والطمأنينة عند تطبيقه في جميع أمور الحياة.
- الوسطية: إنّ الله تعالى جعل الدين الحنيف دين وسط واعتدال لا غلول فيه، فقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) صدق الله العظيم.
- الصدق والأمانة: وهما من صفات الرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- الملقب بالصادق الأمين، وقد أمر الإسلام الاتصاف بالصدق والأمانة للنجاة من الوقوع في المشاكل.
- التقوى (الورع): ومن أنواع القيم الأخلاقية تقوى الله، فعن أبي ذرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: (اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ)، وقد حثّ الحديث النبوي الشريف على اتباع الأخلاق الحسنة وهي تقوى الله وهو جعل خشية الله في قلب كلّ مسلم.
- التواضع: خلق إنسانيّ عظيم، يكون بالتعاملِ مع الآخرينَ بلطف واحترام وتقدير ومساواة.
وهناك العديد من أنواعِ القيم الأخلاقية التي من الواجب اتباعها مثل: الصبر، والحلم، والكلمة الطيبة، والابتسامة، والعفو (الصفح)، والكرم، والإحسان.
أدلة من القرآن الكريم عن القيم الأخلاقية
يعدّ القرآن الكريم مصدرًا يستمدّ منه القيم الأخلاقيّة، فهو أصل الأخلاقِ الإسلامية؛ لأنّه يربط ما بين القول والفعل والقيم الأخلاقية، إذ إنّ الأخلاق عامل مشترك في جميع مجالات الحياة سواء كانت تربوية أم سياسية أم قانونية، فالهدف الرئيس من القيم الأخلاقية هو جعل التقوى في قلب كل مسلم، لأنّ التقوى تجعل أي سلوك أو عمل واجب، كما تجعل المخافة من الله هي أساس أيّ عمل، فالإسلام يقود إلى الفضائل، وهذا هو الغاية من رسالة الإسلام المنزلة رحمةً للعالمين، إنّ مصطلح (خُلُق) قد ورد مرتين في القرآن الكريم، بقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) صدق الله العظيم، وقوله تعالى: (إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) صدق الله العظيم، وفي ما يأتي أدلة من القرآن الكريم على القيم الأخلاقية منها:
- قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) صدق الله العظيم.
- قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) صدق الله العظيم.
- قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) صدق الله العظيم.