جدول المحتويات
- ابن الفارض اجمل وافضل ما كتب ابن الفارض
ابن الفارض
ابن الفارض هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي، شاعر صوفي ولد في مصر عام 1182م لأب سوري أصله من حماة، نشأ ابن الفارض على حب الدين، وكتب شعراً صوفياً ما زال الناس يتغنون به حتى يومنا هذا، وقد كتب ابن الفارض أغلب قصائده عن الحب الإلهي وهو معتزل في مكة المكرمة حتى لقب بسلطان العاشقين، إذ لبث فيها خمسة عشر عاماً معتزلاً الناس ومناجياً الإله بقصائده وقد توفي ابن الفارض في عام 1235م.
اجمل وافضل ما كتب ابن الفارض
- زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
وارحمْ حشى ً بلظي هواكَ تسعَّرا
وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقة ً فاسمَحْ،
ولا تجعلْ جوابي:لن تَرَى
يا قلبُ!أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ
صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة ، فَمُتْ بِهِ
صَبّاً، فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا
قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي، ومَن
بَعْدي، ومَن أضحى لأشجاني يَرَى؛
عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا،
وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى
ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا
سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
وأباحَ طرفي نظرة ً أمَّلتهـــا
فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّرا
فدهشتُ بينَ جمالهِ وجـلالهِ
وغدا لسانُ الحالِ عني مخبرا
فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ،
تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا
لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَة ً،
ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً. - أشكو إليك أموراً أنت تعلمها..
مالي على حملها صبر ولا جلد..
وقد مددت يدي بالضر مشتكياً..
إليك يا خير من مدت إليه يد .. - لم أدرِ ما غُربَة ُ الأوطانِ، وهو معي، وخاطِري، أينَ كَنّا، غَيرُ مُنْزَعِجِ
- قلبــي يحـدثـنـي بأنـك متلفــي
روحي فداك عرفت أم لم تعرف
لم أقض حق هواك إن كنت الذي
لم أقض فيه أسى ومثلي من يفي
مالي سوى روحي وباذل نفسه
في حب من يهواه ليس بمسرف
فلئـن رضيـت بها أسعفتنـي
يا خيبة المسعى إذا لم تسعف
يا مانعي طيب المنام ومانحـي
ثوب السقام به ووجدي المتلف
عطفا على رمقي وما أبقيت ليٌ
من جسمي المضنى وقلبي المدنف
فالوجد باق والوصال مماطليٌ
والصبر فانٍ واللقاء مسوفي
لم أخل من حسد عليك فلا تضع
سهري بتشنيع الحيال المرجف
واسأل نجوم الليل: هل زار الكرى
جفني وكيف يزور من لم يعرف. - فطوفان نوحٍ عند نَوَحي كأدمعي
وإيقاد نيران الخليل كلوعتي
ولولا زفيري أغرقتني ادمُعي
ولولا دموعي أحرقتني زفرتي - حديثُهُ أو حَديثٌ عنْهُ يُطْرِبُنِي
هذا إذا غابَ أو هذا إذا حَضَرَا
كِلاَهُمَا حَسَنٌ عندي أُسَرُّ به
لكنَّ أحلاهُما ما وافَقَ النّظرا - لم أخشَ، وأنتَ ساكنٌ أحشائي
إنْ أصبحَ عنِّي كلُّ خلٍّ نائي
فالنَّاسُ اثنان واحدٌ أعشقهُ
والآخرُ لمْ أحسبهُ في الأحياءِ. - فلوْ لفنائي من فنائكِ ردَّ لي فُؤاديَ، لم يَرْغَبْ إلى دارِ غُرْبَةِ
ويَحسُنُ إظهارُ التّجلّدِ للعِدى، ويقبحُ غيرُ العجزِ عندَ الأحبَّةِ
ويَمنَعُني شكوَايَ حُسْنُ تَصبّري، ولو أشكُ للأعداء ما بي لأشكَتِ
وعُقبى اصطِباري، في هَواكِ، حمِيدَة ٌ عليكِ ولكنْ عنكِ غيرُ حميدة
وما حَلّ بي من مِحنَة ٍ، فهو مِنحَة، وقد سَلِمَتْ، من حَلّ عَقدٍ، عزيمتي
وكَلّ أذًى في الحبّ مِنكِ، إذا بَدا، جعلتُ لهُ شكري مكانَ شكيَّتي. - تهْ دلالاً فأنتَ أهلٌ لذاكا وتَحكّمْ، فالحُسْنُ قد أعطاكَا
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاضٍ فعلّي الجمالُ قدْ ولاّكا
وتلافي إنْ كانَ فيهِ ائتلافي بِكَ، عَجّلْ بِهِ، جُعِلْتُ فِداكا!
وبما شئتَ في هواكَ اختبرني فاختياري ماكانَ فيهِ رضاكا
فعلى كلِّ حالة ٍ أنتَ منيبي أولى إذْ لمْ أكنْ لولاكا
وكفّاني عِزّاً، بِحُبّكَ، ذُلّي، وخُضوعي، ولستُ مِن أكْفاكا
وإذا ما إليكَ، بالوَصلِ، عزّتْ نِسْبتي، عِزّة ً، وَصحّ وَلاكا
فاتهامي بالحبِّ حسبي وأنّي بينَ قومي أعدُّ منْ قتلاكا - كَلّفْتُ فـؤادي فيهِ مـا لم يَسَعِ
حتى يَئِسَتْ رأفَتُهُ مِنْ جَزَعي
ما زِلْتُ أُقيمُ، في هَواهُ، عُذري
حتى رجعَ العاذلُ يهواهُ معـي - قُل للذين مقامهم في مقلتي
ما ضرّنا إذ ناءتِ الأميالُ
في كل يوم تكبرون بداخلي
كالزّهرِ يورقُ في الحياةِ جمالُ - أموتُ إذا ذكرتكَ ثم أحيا
فكَم أحيا عليكَ وكَم أموتُ - يا راحلا ً، وجميل الصبر يتبعه
هل من سبيل إلى لقياك يتفق
ما أنصفتك جفوني وهي داميةٌ
ولا وفى لك قلبي وهو يحترقُ!