- شعر عنترة بن شداد في الغزل أبيات شعر عنترة بن شداد في الغزل
يعتبر عنتزة بن شداد من أشهر في فرسان العرب وشعرائهم في العصر الجاهلي، وهو أيضاً من شعراء المعلقات، وله الكثير من الشعر في الفروسية والغزل العفيف، وقد قال الكثير من الشعر بمحبوبته عبلة وتغزّل بها، وعبلة هي ابنة عمه مالك التي أحبها حُباً شديداً، إذ أنها كانت من أشدّ النساء جمالاً، وقد تقدم لخطبتها عنترة من أبيها مالك لكنه رفض لأنه لم يُرد تزويجها لرجلٍ أسود، وطلب منه مهراً تعجيزياً، وينتمي عنترة إلى قبيلة بني عبس، وأمه سوداء اللون حبشية، وكان هو أيضاً مثلها أسود اللون، لكنه رُغم ذلك جاء متميزاً عن أقرانه بالفروسية والذكاء عزة النفس، وسنستعرض مجموعة من أهم أبيات شعر عنترة بن شداد في الغزل خلال هذا المقال.
شعر عنترة بن شداد في الغزل
قال عنترة العديد من قصائد الغزل الجميلة، التي وصف بها حبه بابنة عمه عبلة ووصف شغفه بها وجمالها، واشتهر عنه انه كان يفتخر بنفسه وببطولاته وفروسيته في قول الشعر، وكان يذكر هذا حتى في قصائد الغزل.
أبيات شعر عنترة بن شداد في الغزل
- أشاقك من عبلُ:
أشاقك من عبل الخيال المبهج … فقلبك منه لاعج يتوهج
فقدت التي بانت فبت معذبا … وتلك احتواها عنك للبين هودج
كأن فؤادي يوم قمت مودعا … عبيلة مني هارب يتمعج
خليلي ما أنساكما بل فداكما … أبي وأبوها أين أين المعرج
الماء بماء الدحرضين فكلما … ديار التي في حبها بت ألهج
ديار لذات الخدر عبلة أصبحت … بها الأربع الهوج العواصف ترهج
الا هل ترى إن سط عني مزارها … وأزعجها عن أهلها الآن مزعج
فهل تبلغني دارها شدنية … هملعة بين القفار تهملج - طيف الخيال:
إن طيف الخيال يا عبل يشفي … ويداوي به فؤادي الكئيب
وهلاكي في الحب أهون عندي … من حياتي إذا جفاني الحبيب
يا نسيم الحجاز لولاك تطفا … نار قلبي أذاب جسمي اللهيب
لك منى إذا تنفست حر … ولرياك من عبيلة طيب
ولقد ناح في الغصون حمام … فشجاني حنينه والنحيب
بات يشكو فراق إلف بعيد … وينادي أنا الوحيد الغريب
يا حمام الغصون لو كنت مثلي … عاشقا لم يرقك غصن رطيب
فاترك الوجد والهوى لمحب … قلبه قد أذابه التعذيب
كل يوم له عتاب مع الدهر … وأمر يحار فيه اللبيب
وبلايا ما تنقضي ورزايا … ما لها من نهاية وخطوب - برد النسيم:
بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ … إذا أتاني بريحهِ العطِرِ
ألذُّ عندي مِمَّا حَوتْهُ يدي … مِنَ اللآلي والمالِ والبِدَر
ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا … ما غابَ وجهُ الحبيبِ عنْ نظري
سقى الخِيامَ التي نُصبْنَ على … شربَّةِ الـأُنسِ وابلُ المطر
منازلٌ تَطْلعُ البدورُ بها … مبَرْقعاتٍ بظُلمةِ الشَّعر
تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وَهْيَ لاهِيَةٌ … كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ
بيضٌ وسُمْرٌ تَحْمي مَضاربَها … أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر
صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جاريةٌ … مكْحولةُ المقْلتين بالحور
تريكَ مِنْ ثغرِها إذا ابتَسمت … كأسَ مُدامٍ قد حُفَّ بالدُّررِ
أعارت الظَّبيَ سِحرَ مقْلتها … وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر
خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتِنةٌ … تُخجلُ بالحُسنِ بهجةَ القمر
يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي … ترمي فؤَادي بأَسْهُم الشرر - أحبك يا ظلوم:
أُحِبُّكِ يا ظَلومُ فَأَنتِ عِندي
مَكانَ الروحِ مِن جَسَدِ الجَبانِ
وَلَو أَنّي أَقولُ مَكانَ روحي
خَشيتُ عَلَيكِ بادِرَةَ الطِعانِ - رَمَت الفُـؤَادَ مَلِيحَـةٌ:
رَمَت الفُـؤَادَ مَلِيحَـةٌ عَـذْرَاءُ
بِسِهَـامِ لَحْـظٍ مَالَـهُـنَّ دَوَاءُ
مَرَّتْ أَوَانَ العِيدِ بَيْـنَ نَوَاهِـدٍ
مِثْلَ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَـاءُ
فَاغْتَالَنِي سَقَمِي الَّذِي فِي بَاطِنِي
أَخْفَيْتُـهُ فَـأَذَاعَـهُ الإِخْـفَـاءُ
خَطَرَتْ فَقُلْتُ قَضِيبُ بَانٍ حَرَّكَتْ
أَعْطَافَهُ بَعْدَ الجَنُـوبِ صَبَـاءُ
وَرَنَتْ فَقُلْتُ غَزَالَـةٌ مَذْعُـوَرةٌ
قَدْ رَاعَهَا وَسْطَ الفَـلاةِ بَـلاءُ
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ لَيْلَـةَ تِمِّـهِ
قَدْ قَلَّدَتْـهُ نُجُومَهَـا الجَـوْزَاءُ
بَسَمَتْ فَلاحَ ضِيَاءُ لُؤْلُؤِ ثَغْرِهَا
فِيْهِ لِـدَاءِ العَاشِقِيـنَ شِفَـاءُ
سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّهَـا فَتَمَايَلَـتْ
لِجَلالِهَـا أَرْبَابُنَـا العُظَـمَـاءُ
يَاعَبْلَ مِثْلُ هَوَاكِ أَوْ أَضْعَافُـهُ
عِنْدِي إِذَا وَقَعَ الإيَاسُ رَجَـاءُ
إِنْ كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فَإِنَّنِـي
فِـي هِمَّتِـي لِصُرُوفِـهِ إِزْرَاءُ - عقاب الهجر:
عقاب الهجر أعقب لي الوصالا … وصدق الصبر أظهر لي المحالا
ولولا حب عبلة في فؤادي … مقيم ما رعيت لهم جمالا
عتبت الدهر كيف يذل مثلي … ولي عزم أقد به الجبالا
أنا الرجل الذي خبرت عنه … وقد عاينت من خبري الفعالا
غداة أتت بنوطي وكلب … تهز بكفها السمر الطوالا
بجيش كلما لاحظت فيه … حسبت الأرض قد ملئت رجالا
وداسوا أرضنا بمضمرات … فكان صهيلها قيلا وقالا
تولوا جفلا منا حيارى … وفاتوا تاظعن منهم والرحالا
وماحمات ذوو الأنساب ضيما … ولا سمعت لداعيها مقالا
ومارد الأعنة غير عبد … ونار الحرب تشتعل إشتعالا
بطعن ترعد الأبطال منه … لشدته فتجتنب القتالا
صدمت الجيش حتى كل مهري … وعدت فما وجدت له ظلالا
وراحت خيلهم من وجه سيفي … خفافا بعد ماكانت ثقالا
تدوس على الفوارس وهي تعدو … وأخذت جماجمهم نعالا - عجبت عبيلة:
عجبت عبيلة من فتى متبذل … عاري الأشاجع شاحب كالمنصل
شعث المفارق منهج سرباله … لم يدهن حولا ولم يترجل
لايكتسى إلا الحديد إذا اكتسى وكذلك كل مغاور مستبسل
قد طال ما لبس الحديد فإنما صدأ الحديد بجلده لم يغسل
فتضاحكت عجبا وقالت: يا فتى لا خير فيك كأنها لم تحفل
فعجبت منها حين زلت عينها عن ماجد طلق اليدين شمردل
لا تصرميني يا عبيل وراجعي في البصيرة نظرة المتأمل
فلرب أملح منك دلا فاعلمي وأقر في الدنيا لعين المجتلي
وصلت حبالي بالذي أنا أهله من ودها وأنا رخي المطول
يا عبل كم من غمرة زهاءها بالنفس ما كادت لعمرك تنجلي
فيها لوامع لو شهدت زهاءها لسلوت بعد تخضب وتكحل
إما تريني قد نحلت ومن يكن غرضا لأطراف الأسنة ينحل
فلرب أبلج مثل بعلك بادن ضخم على ظهر الجواد مهيل
غادرته متعفرا أوصاله والقوم بين مجرح ومجدل
فيهم أخو ثقة يضارب نازلا بالمشرفي وفارس لم ينزل
ورماحنا تكف النجيع صدورها وسيوفنا تخلي الرقاب فتختلي
والهام تنذر بالصعيد كأنما تلقي السيوف بها رؤوس الحنظل
ولقد لقيت الموت يوم لقيته متسربلا والسيف لم يتسربل
فرأيتنا ما بيننا من حاجز إلا المجن ونصل أبيض مقصل
ذكر أشق به الجماجم في الوغى وأقول لا تقطع يمين الصيقل
ولرب مشعلة وزعت رعالها بمقلص نهد المراكل هيكل
سلس المعذر لا حق أقرابه متقلب عبثا بفأس المسحل
نهد القطاة كأنها من صخرة ملساء يغشاها المسيل بمحفل
وكأن هاديه إذا استقبلته جذع أذل وكان غير مذلل
وكأن مخرج روحه في وجهه سربان كانا مولجين لجيأل
وكأن متنيه إذا جردته ونزعت عنه الجل متنا أيل
وله حوافر موثق تركيبها صم النسور كأنها من جندل
وله عسيب ذو سبيب سابغ مثل الرداء على الغني المفضل
سلس العنان إلى القتال فعينه قبلاء شاخصة كعين الأحول
وكأن مشيته إذا نهنهته بالنكل مشية شارب مستعجل
فعليه أقتحم الهياج تقحما فيها وأنقض انقضاض الأجدل.