مزاج الإنسان والتقلب الطبيعي
قد يعاني الإنسان في حياته من حالات يكون فيها متقلب المزاج نتيجة أحداث غير متوقعة تهُمُّ به، ففي لحظات الفرح والسعادة يكون مسرورًا، وفي لحظات الإصابة بمشكلة ما ينزع إلى الحزن أو العصبية، وكل هذا طبيعي ويحدث مع جميع الناس، إلا أن هناك بعض الحالات المرضية التي ينتج عنها وجود تقلب غير طبيعي في مزاج الإنسان، ولا تكون حالات كهذه ضمن حدود المزاجية الطبيعية التي تنتج عن تقلب الأحداث والمواقف، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن الاضطراب الوجداني.
مفهوم وتعريف ومعنى الاضطراب الوجداني
يعرف الاضطراب الوجداني على أنه اضطراب مزمن ينتج عنه تقلب غير طبيعي في الحالة المزاجية، فضلاً عن معاناة صاحب الحالة من الهوس والاكتئاب وعدم قدرته على تفسير سبب السعادة أو الحزن، وقد يسمى هذا الاضطراب أيضًا بالاضطراب ثنائي القطب، نسبة إلى وجود حاليتين غير مفهومتين من المزاج، وقد ينتج هذا الاضطراب من خلال حالات إدمان الكحول، أو من تعاطي المخدرات، أو لما هى اسباب وراثية.
أعراض الإصابة بالاضطراب الوجداني
يعاني المصاب بحالة الاضطراب الوجداني من حالات مرضية ونوبات مختلفة أهمها ما يلي:
- نوبات الاكتئاب: وهي الأكثر شيوعًا لدى المصابين بالاضطراب الوجداني المزمن، وفيها يشعر المريض بالإرهاق الشديد والحزن دون سبب، ويفقد التركيز، وينزع إلى التشتت الذهني، ويواجه صعوبات في النوم بعمق، كما يرافق ذلك شهور المريض بفقدان القيمة أو التقدير الذاتي، ويكون غير قادر على اتخاذ القرارات الحاسمة، وتدور في ذهنه عديد الأفكار حول الموت، ويشعر بالذنب تجاه نفسه دون سبب.
- نوبات الهوس: وفيها يتميز من يعاني من هذا الاضطراب من النشاط الزائد، ما يسبب المشاكل وعيوب له من خلال تصرفاته غير محسوبة العواقب، كأن يهدر أمواله في أمور غير مجدية، أو يتسبب في مشكلات عائلية أو مع أصدقائه، أو قد يؤدي إلى إحداث الضرر له في صحته الجنسية.
- نوبات الهوس والاكتئاب: وفيها يعاني المريض من أعراض مشتركة تجمع بين الهوس والاكتئاب، ويكون ذلك بشكل متعاقب ومتتابع، حيث يحدث حالة من التهيج للعقل، مع تقلب غير طبيعي في الشعور والمواقف، واختلاف حاد في المزاج بين الحين والآخر، إضافة إلى الهلوسة وتوهم أشياء غير حقيقية الوجود.
علاج و دواء الاضطراب الوجداني
يمكن التخفيف وانقاص من حدة أعراض الاضطراب الوجداني بكافة حالات الخاصة ونوباته من خلال مثبتات المزاج النفسي، وهي عبارة عقاقير طبية خاصة تصرف من الطبيب المختص، وضمن جرعات مختارة بعناية، وتعمل هذه الأدوية على تخفيف القلق والتوتر، ومساعد المريض على التصرف بطريقة شبه طبيعية، وتحسين صحته النفسية، ومنع نوبات الاكتئاب والهوس من الحدوث.