يولد الأطفال بقدرات جسمانية محدودة, تتطور بتقدمهم في العمر يوما بعد يوم, و تعد الحواس جزءا من هذه القدرات التي تكون متواضعة بعد الولادة و خلال الأسابيع و الأشهر الأولى, و قد يكون بمقدور الأهل المساهمة بشكل بسيط في تطوير هذه الحواس, وهو ما ينعكس على مستوى ذكائهم فيما بعد, و فيما يلي بعض المعلومات المهمة للأهل عن الحواس الخمسة و طرق ووسائل تحفيزها:-
يرى الطفل حديثي الولادة اللونين الأبيض و الأسود بصورة احسن وأفضل من باقي الألوان, كما أنه لا يرى بوضوح لمسافة تزيد عن وجة أمه أثناء الرضاعة خلال الأيام الأولى من الولادة, و يتطور مدى رؤيته ليصل 15- 20 متر بعد الأسبوع السادس من الولادة, و ذلك بفعل التطور الذي يشهده العصب البصري و عضلات العينين, كما أن الطفل لا يستطيع التركيز على أصابعك عند تحريكها أمامه قبل الشهر الرابع, و بين الشهر 8 و الشهر 12, يصبح قادرا على تقدير المسافات بصريا, مما يسهل حركته.
تبدأ حاسة السمع بالعمل منذ وجود الجنين في رحم الأم, و هو يميز الأصوات العالية وهو في بطن أمه, و يتفاجأ الطفل بالأصوات العالية بعد الولادة, و التي يسمع معضمها على شكل ضوضاء لا يمكن تميزها بسهولة, كما كان قبل أن يولد.
أن التلامس بين بشرة الأم والطفل بشكل مباشر يكون إرتباطا عاطفيا كبيرا بينهما, و يزيد من إحساس الطفل بالراحة, فذلك يعيد إليه الشعور بالأمان الذي كان يحسه عند التلامس مع رحم الأم, و شعوره بالتقلصات التي تحدث بشكل مستمر في الرحم.
يبدأ الطفل منذ يومه الأول بعد الولادة بتميز الروائح, و خصوصا رائحة أمه, ورائحة حليب الأم, و كذلك رائحة أفراد عائلته, و الرائحة ستكون أحد الوسائل المستخدمة لتهدئته, و حثه على النوم, في حال البكاء, و بعد شهور قليلة (3-4) يبدأ الطفل بتميز روائح الطعام, و الأشياء المختلفة.
يفضل الرضع وحديثي الولادة الطعم الحلو لكل ما يدخل إلى أفواههم, و لا يعجبهم عادة الطعم الحامض أو المر, و يبدأ الطفل بتمييز النكهات المختلفة والتوابل و الملوحة قبيل الشهر الرابع بعد الولادة, و يبدأ بالتعرف على نكهات جديدة و يشكل موقف تجاهها بالرفض أو القبول.
لتحفيز حاسة الذوق لدى الطفل, يمكن للأم تناول الطعام المتنوع, والذي تصل نكهته بطريقة أو بأخرى من خلال حليب الأم إلى الطفل, و بعد الشهر الرابع, يمكن للقوام المختلف للأطعمة أن يحفز حاسة الذوق لدى الطفل أيضا.