يُعتبر الزير سالم من أشهر فرسان العرب، وهو أيضاً شاعرٌ مشهورٌ جداً، اشتهر بقصائد الرثاء التي قالها بعد مقتل أخيه كليب، أما اسمه فهو المهلهل عدي بن ربيعة بن حارث بن تغلب، وقد كان يُعرف بأبي ليلى المهلهل، وهو جد الشاعر عمرو بن كلثوم، وخال الشاعر أمرؤ القيس، وقد لُقب بالزير لأنه كان في شبابه كثير اللهو مع النساء، وكان يُجالسهن دوماً، لذلك لقب بزير النساء، وقد ذاع صيت الزير سالم عند الجميع وظلّ مشهوراً إلى يومنا هذا، واشتهر أيضاً في قصة حرب البسوس التي كان قائدها ليثأر من مقتل أخيه كليب، وفي هذه القصة العديد من الدروس والعبر، كما قال العديد من الأشعار خلال تلك الفترة الزمنية.
أشعار الزير سالم
للزير سالم الكثير من القصائد المشهورة التي تتحدث في فحواها عن معاني الفخر والفروسية، بالإضافة إلى الرثاء، ومن أهم أشعاره ما يلي:
- يقول الزّير أبو ليلى المهلهل …وقلب الزير قاسي لا يلينا
- وإن لان الحديد ما لان قلب …. وقلبي من حديد القاسيينا
- تريد أميه أن أصال ……..وما تدري بما فعلوه فينا
- فسبع سنين قد مرّت عليّ …. أبيت الليل مغموماً حزينا
- أبيت الليل أنعى كليب …. أقول لعلّه يأتي إلينا
- أتتني بناته تبكي وتنعي …. تقول اليوم صرنا حائرينا
- فقد غابت عيون أخيك عنّا … وخلانا يتامى قاصرينا
- وأنت اليوم يا عمّي مكان … وليس لنا بغيرك من معينا
- سللت السيف في وجه اليمامة … وقلت لها أمام الحاضرين
- وقلت لها ما تقولي …. أنا عمّك حماة الخائفينا
- كمثل السبع في صدمات قوم … أقلبهم شمالاً مع يمينا
- فدوسي يا يمامة فوق رأسي … على شاشي إذا كنّا نسينا
- فإن دارت رحانا مع رحاهم …. طحنّاهم وكنا الطاحنينا
- أقاتلهم على ظهر أمه …. أبو حجلان مطلق اليدينا
- فشدّي يا يمامة المهر شدي …. وأكسي ظهره السرج المتينا
- يقول الزير أبو ليلى المهلهل …. ونار القلب تشعل في حشاه
- من النسوان بالك ثم بالك …. لا تأمن ولو طال المداه
- و لا تركن لأنثى بطول عمرك … ولو قالت نزلت من السماه
- وإن حلفت يمين لا تصدق …. وإن وعدت فلا ترجو الوفاه
- ترى النسوان هن أصل البلايا … وهن أصل الدواهي والرداه
- وهنه مفرقات للحبايب … وبين الأخ والأبن وأباه
- ولافتنة في الأرض صارت …..إلا أصلها مكر النساه
قصيدة في رثاء كليب
أهـــــــــــــــــــاج قذاء عينيَ الإدكار ؟
هُــــــــــــــــــدوءاً فالدموعُ لها انهمارُ
وصار الليل مشــــــــــــــــــتملاً علينا
كـــــــــــأن الـــلـــيـــــلَ ليس له نهارُ
وبتُّ أراقـــــــــــــــــــبُ الجوزاء حـتى
تقــــــــارب من أوائـــلها انـــــحـــــدارُ
أصـــــــــــــــــــرفُ مقلتي في إثرِ قومٍ
تباينت البلادُ بهم فغـــــــــــــــــــــاروا
وأبـــــــكـــــــي والنجــــــــومُ مُطَلعات
كأن لم تــحــــــوها عـــني البحــــــارُ
على من لو نُعـــــيت وكــــان حــــــياً
لقاد الخــــــيلَ يحـــجـــبُها الغـــــــبارُ
دعــــــــوتكَ يا كـــلـــيبُ فلم تجــبني
وكيف يجـــــــــــــــــيبني البلدُ القَفارُ
أجــــــبني يا كُـــــليبُ خــــــــلاك ذمٌ
ضــــــــنيناتُ النفـــــــــــوس لها مَزارُ
أجــــــبني يا كُـــــليبُ خــــــــلاك ذمٌ
لقد فُجِعتْ بفارســــــــــــــــــــها نِزارُ
ســــــقـــــــــاك الغيثُ إنك كنت غيثاً
ويُســـــــــــــــراً حين يُلتمسُ اليسارُ
أبت عــــــيناي بعــــــــــــــدك أن تَكُفا
كأن غـــضـــا القــــــــتادِ لها شِـــــفارُ
وإنك كـــنـــت تـــحـــلــمُ عن رجــــالٍ
وتـــعـــفـــو عــــنــهُــــمُ ولك اقـــتدارُ
وتـــمـــنــعُ أن يَمَـــسّــــــهُمُ لســـانٌ
مـــــخــــــــافـــةَ من يجــيرُ ولا يجــارُ
وكـــنتُ أعُــــدُ قــــــربي منك ربــحـــاً
إذا ماعـــــــدتْ الربْـــــــحَ التِّجـــــــــار
فلا تــبــعُـد فــكـــلٌ ســــــــوف يلقى
شـــعـــوباً يســــــتديـــر بها المــــدارُ
يعـــيــشُ المـــــــرءُ عـــند بني أبـيــه
ويوشــــــك أن يصـــــــير بحيث صاروا
أرى طــــــول الحـــــيــاة وقــد تـــولى
كما قد يُسْـــــــلـب الشــــيء المعارُ
كأني إذ نــعــى النــاعـــي كـــلـــيــباً
تـــطـــــاير بــيــن جـــنــبــي الشــرار
فَدُرتُ وقد غـــشـــى بصــــــري عليه
كما دارت بشــــــاربها العُـــــــــــقـــار
ســـــــــألتُ الحـــــي أين دفــــنتموهُ
فـــقـــالوا لي بأقـــصـــى الحـــي دارُ
فســــــــــــرتُ إليه من بلدي حـــثيثاً
وطــــــار النــــومُ وامـــــــتنع القــــرارُ
وحـــــــــادت ناقـــــتي عن ظــلِ قــبرٍ
ثــوى فــــيه المـــكــــارمُ والفَــخــــارُ
لدى أوطــــــــــــــان أروع لم يَشِــــنهُ
ولم يحــــــــدث له في النــاس عـــارُ
أتغــــــــدو يا كـــــــليبُ معــــي إذا ما
جـــــبان القــــــــوم أنجـــــــاه الفِــرارُ
أتغــــــــدو يا كـــــــليبُ معــــي إذا ما
حُـــــلُوق القـــوم يشحـــذُها الشَّفارُ
أقـــــــــولُ لتغــــــلبٍ والعـــــــــزُ فيها
أثــــــيــــــرُهــــــا لذلكــــم انــتــصــارُ
تـــتـــابـــــع أخـــوتي ومــضَــــوا لأمــرٍ
عليه تــــتــــابــــــع القــــوم الحِــسارُ
خُـــــذِ العـــهــــد الأكـيد عليَّ عُمري
بـــتـــركـــــي كـــل ما حـــــوت الديارُ
ولســـتُ بخـــــالعٍ درعي وســـــيفي
إلى أن يخـــلــــع اللــــيل النـــــهـــارُ
مقتطفات من أشعار الزير سالم
قربا مربط المشهر مني …. لكليب الذي أشاب قذالي
قربا مربط المشهر مني …. واسألاني ولا تطيلا سؤالي
قربا مربط المشهر مني …. سوف تبدو لنا ذوات الحجال
قربا مربط المشهر مني …. إن قولي مطابق لفعالـــي
قربا مربط المشهر مني …. لكليبٍ فداء عمي وخالــي