في دراسة تم نشرها حديثا في مجلة العلوم النفسية, وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يسرحون في تفكريهم أثناء قيامهم بمهمة ما, و يبقون قادرين على التركيز على ما يقومون به, يتمتعون بمساحة ذاكرة عاملة أكبر, و التي بزديادها تزيد قدرتنا على التفكير والقيام بأكثر من عمل, و يعد ذلك مرتبطا بشكل مباشر مع نسبة الذكاء.
في الدراسة قام الباحثون بطلب مهام مختلفة من المشاركين في الدراسة,أحداها هي الضغظ على حرف معين كلما ظهر على شاشة الكمبيوتر و سط مجموعة من الأحرف التي تظهر تباعا, و في نفس الوقت, التركيز على التنفس و أخذ الشهيق و الزفير, و لاحظت الاشخاص القادرين على القيام بالمهمتين بشكل صحيح في نفس الوقت, ثم طلبت من المشاركين في التجربة الضغط على الحروف الأبجدية وسط عرض مستمر و سريع للأحرف و الرموز و الأرقام, فوجدوا أن الأشخاص القادرين على القيام بالمهمتين بشكل صحيح في الجزء الأول من التجربة, هم نفسم الأشخاص القادرين على أيجاد الحروف في الجزء الثاني من التجربة, المهمة الثانية تحتاج إلى مساحة واسعة من الذاكرة العاملة, لذلك لم يستطع القيام بها إلا المشاركين الذين يتمتعون بها و الذين كانوا يقمون بأكثر من مهمة في نفس الوقت.
و بعد ما أشارت له الدراسة نجد أن الأشخاص الذي يعيشون أحلام اليقظة منقسمين إلى قسمين, أحدهما قادر على التفكير في أحلامه مع قيامه بالمهام الأخرى, و القسم الأخر الذي لا يستطيع التركيز على ما يفعل نتيجة تفكيره في أحلام اليقظة, مثل إعادة قراءة الصفحة لمرات متكرره نظرا لغرقه في التفكير, أما القسم الأول فهم عادة يتمتعون بمساحة أكبر من الذاكرة النشطة التي تجعلهم قادرين على القيام بعدد من المهام في نفس الوقت, مع إعطاء كل واحدة منها التفكير و التركيز الكافي, و هذا ما يجعلهم أكثر قدرة على التفوق في اختبارات الذكاء.