العشق والحب
العشقُ والحبُّ من أعمق المشاعر الإنسانية التي تختلجُ في القلوب وتسيطر على العقول، كما أنها تغمرُ القلب بالفرحِ والسعادة، كما أنّ العشق يجعل القلوب أكثر رقة ويُليّن قساوتها، لأنه يغير جميع الخواطر والعواطف التي تختلج في الأعماق، ولأنّ العشق والحب من المشاعر المتجددة والتي لا تنتهي أبدًا بتبدل الأشخاص، ظهرت العديد من الأشعار الجميلة التي تصفُ حال المحبّين وأحوال العاشقين، وقيل في العشق والحب أبياتًا كثيرة من الشعر، وفي هذا المقال سيتم عرض أبيات شعر عشق وحب.
شعر عشق وحب
العشق والحبّ من أهمّ الأغراض الشعريّة التي برعَ الشعراء فيها في كلِّ العصور والأزمان، ومن أكثرِ أشعار الحبّ والعشق جمالًا أشعار الشعراء الأندلسيين، ومن أجملها ما يأتي:
- شعر عشق حب لأبي الطيب المتنبي:
هو الحب فاسلم بالحشا ما لهوى سهلُ فما اختاره مضنى به، وله عقلُ
وعش خاليًا، فالحب راحتـه عنًا وأولـهُ سقم وآخرهُ قـتـلُ
ولكن لدي المـوت فيـه، صبابـةً حياةٌ لمن أهوى، علي بها الفضـلُ
نصحتك علمًا بالهوى ،والـذي أرى مخالفتي ،فاختر لنفسِكَ ما يخلو
فإن شئتَ أن تحيا سعيدًا، فمت بـه شهيـدًا ،وإلا فالغـرامُ له أهـلُ
فمن لم يمت في حبهُ لم يعش بـه ودون اجنتاءِ النحلِ ما جنتِ النحلُ
وقل لقتيل الحب، وفيـتَ حقـهُ وللمدعي : هيهات ما الكحلُ الكحلُ
تبًا لقومي ،إذ رأوني متيمًا وقالوا: بمن هذا الفتي مسهُ الخبـلُ - شعر عشق وحب لأحمد شوقي:
رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ أحسن الأيام يوم أرجعك
مَرَّ من بُعدِك ما رَوَّعَني أَتُرى يا حُلْوُ بُعدي روّعك ؟
كم شكوتُ البيْن بالليل إلى مطلع الفجر عسى أن يطلعك
وبعثتُ الشوقَ في ريح الصَّبا فشكا الحرقة مما استودعك
يا نعيمي وعذابي في الهوى بعذولي في الهوى ما جَمعَك ؟
أَنت روحي ظَلَم الواشي الذي زَعَم القلبَ سَلا، أَو ضيَّعك
مَوْقِعي عندَك لا أَعلمُه آهِ لو تعلمُ عندي موقِعَك !
أَرْجَفوا أَنك شاكٍ مُوجَع ليت لي فوق الضَّنا ما أوجعك
نامت الأعين، إلا مقلة تسكُب الدمعَ ، وترعى مضجَعك - شعر عشق وحب لعنترة بن شداد:
يا ليتَ أنَّ الدَّهرَ يُدنِي أحبَّتي إليَّ كما يُدنِي إليَّ مَصائبيِ
وليتَ خيالاً مِنكِ يا عَبلُ طارقًا يَرى فَيضَ جَفني بالدُموعِ السَّواكِبِ
سأصبِرُ حتَّى تطَّرحني عَواذِلي وحتَّى يَضجَّ الصَّبرُ بَينَ جَوانِبيِ
مقامُكِ في جَوِّ السَّماءِ مَكانُهُ وباعِي قَصيرٌ عَن نَوالِ الكَواكِبِ - شعر عشق وحب لعروة بن حزام:
وإنِّي لتَعرُونِي لذِكراكِ رعدَةٌ لَها بينَ جِسمِي والعِظامِ دَبيبُ
وتعرف ما هو إلَّا أنْ أراهَا فُجاءةً فأُبْهَتُ حتَّى ما أكادُ أجِيبُ
وأُصرَفُ عَن رأيي الَّذي كُنتُ أرتئي وأَنْسى الَّذي حُدِّثتُ ثمَّ تَغِيبُ
ويُظهِرُ قَلبِي عُذرهَا ويُعينها عليَّ فمَا لِي في الفُؤادِ نَصِيبُ
وقدْ عَلِمتْ نَفسِي مَكانَ شِفائِها قَرِيباً، وهلْ ما لا يُنَالُ قَرِيبُ! - شعر عشق وحب لجميل بثينة:
حَمِيني فقَدْ بَلِيتُ؛ فحَسبِي بعضُ ذا الداءِ يا بثينةُ حَسبِي
لامَنِي فِيكِ يا بُثينَةُ صَحبي لا تَلوموا قَدْ أقرَحَ الحُبُّ قَلبي
زَعمَ النَّاسُ أنَّ دائِيَّ طِبّي أنتِ والله يا بُثينَةُ طِبّي - كثير عزة:
وكانتْ لقطعِ الحَبلِ بَينِي وبَينَها كناذِرةٍ نِذرًا وفَتْ فأحلَّتِ
فقلتُ لها: يا عَزُّ كُلُّ مُصيبَةٍ إذا وطِّنتْ يَوماً لَها النَّفسُ ذَلَّتِ
ولمْ يَلقَ إنسانٌ مِن الحُبِّ مَيعةً تَعُمُّ ولا عَمياءَ إلا تجلَّتِ
فإن سأَلَ الوَاشُونَ فيمَ صرمْتَها فقُل نَفسُ حُرٍّ سُلِّيتْ فَتَسلَّتِ
كأَنّي أُنادِي صَخرَةً حِينَ أَعرَضَتْ مِن الصُمِّ لو تَمشي بها العُصمُ زلَّتِ - ابن زيدون:
مَا ضرَّ لَوْ أنَّكَ لي رَاحِمُ وعِلَّتي أنتَ بِها عَالِمُ
يُهنِيكَ يا سُؤليء ويا بُغيَتي أنَّكَ مِمَّا أشْتَكِي سَالِمُ
تَضحكُ في الحُبِّ وأبكِي أنا اللهُ فيما بَيننَا حَاكِمُ
أقولُ لمَّا طَارَ عَنِّي الكَرَى قَولَ مُعَنًّى قَلبهُ هَائِمُ
يا نَائِماً أيقَظَني حبُّهُ هَبْ لي رُقاداً أيُّها النَّائِمُ
حكم عشق وحب
يوجد الكثيرُ من الحكم التي تتحدّثُ عن مشاعر الحب والعشق، خصوصًا أن الحبّ من المشاعر الرقيقة التي تستحوذُ على القلوب، ومن أهمّ الجكم التي تتحدّثُ عن العشق والحبّ ما يأتي:
- خالد حسيني: أعرفُ الآنَ أنّ بعض الناس يخبؤون التعاسة بالطريقة نفسها التي يخبئ الآخرون بها الحب.
- أحمد الحمادي: لا أحد يملك حياة خالية من الحب. فالحياة بلا حب ليست حياة أصلًا.
- رباب كساب: تصبح الأشياء من حولنا بضخامة الجبال حين يضمحل الحب.
- ربيعة جلطي: لا شيء يصالحك مع الحياة بكسورها الموجعة مثل حب عظيم.
- رسول حمزاتوف: الحياة دون حب أبسط و اهدأ، لعلها أبسط وأهدأ، إلا أنني لا أذكر يوما كهذا في حياتي!
- رضوى عاشور: هل قانوني هو الوقوع في حب الإنسان الخطأ؟.
- ستيف جوبز: تعلم ستي جوبز أن من سمات حب الحرفة الحرص على إنجاز حتى التفاصيل الخفية بطريقة جميلة.
- سعود السنعوسي: العطاء دون حبّ لا قيمة له، الأخذ دون امتنان لا طعم له.