يتأثر تناول الطعام بجميع الظروف العاطفية المحيطة بالشخص, فتجد الكثير من الناس يتناول كميات أكبر من الطعام حين يكون تحت تأثير ونتائج الضغوط بغض النظر عن مصدرها, وقد يتجه البعض إلى الطعام الدهني و الدسم في حالة التوتر الشديد, و في دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة كورنيل تبين أن تناول الطعام في أجواء المطاعم ذات الأنوار المريحة و الموسيقى الهادئة يؤدي إلى تناول كمية أقل من الطعام و بالتالي أقل من السعرات الحرارية مقارنة مع تناول الطعام في أجواء صاخبة بالضوء و الصوت.
يقول الباحث في هذه الدراسة بريان انسينك وهو مختص في مجال تناول الطعام الطائش (العشوائي), أن أجواء الاسترخاء و الهدوء في بعض المطاعم, هي سبب حقيقي وراء تناول كميات قليلة من الطعام خلال وجود الشخص على طاولته, إذا أن هذا الاسترخاء و الراحة النفسية, تساعد الجسم في الشعور بالرضا بعد كمية قليلة من الطعام, على عكس الأجواء الصاخبة في مطاعم الوجبات السريعة, و التي تجعل الأشخاص أكثر نهما لتناول كميات كبيرة من الطعام الدسم, مما يجعلها أحد أهم ما هى اسباب السمنة وزيادة الوزن لمرتاديها.
في هذه الدراسة التي نشرت في دورية علم النفس, قام الباحثون بتعديل إحدى صالات مطعم الوجبات السريعة هارديز, لتكون ذات أنوار هادئة و مريحة, و صوت موسيقى هادئ كذلك, في حال أبقي على الصالة الأخرى بأجوائها المعتادة, ثم تم ملاحظة طريقة الطعام لمرتادي كلا الصالتين, فوجد الباحثون أن المجموعتن في الصالتين المختلفتين طلبوا نفس الكمية من الطعام, إلا أن استهلاك المجموعة في الصالة المعدلة كانت أقل بكثير مقارنة مع مرتادي الصالة الأخرى.
و يعتقد الباحثون أن قيام مطاعم الوجبات السريعة بتعديل الأجواء داخل صالات الطعام ليكون أقل صخبا, سيسهم بصورة ملحوظة في خفض نسبة السمنة وزيادة الوزن بين مرتاديها.