تُعد البطالة من أكثر الظواهر الاقتصادية شيوعاً في جميع أنحاء العالم بعد قيام الثورة الصناعية، وهي عبارة عن عدم حصول الفرد على عمل بالرغم من رغبته وبحثه المستمر عن فرصة عمل لكن دون فائدة، فهناك العديد من الشباب المؤهلين قانونياً وجسدياً وعقلياً للعمل لكنهم غير قادرين على إيجاده، وتنتشر هذه المشكلة في العالم العربي والعالم الغربي دون استثناء وبصورةٍ كبيرة، وتؤثر البطالة سلبياً على اقتصاد الدولة كما أنّها تهدد تماسك المجتمعات واستقرارها، وهناك العديد من العوامل التي ساهمت في رفع نسبة البطالة في المجتمعات العربية والمجتمعات الغربية، وتسببت هذه المشكلة بقلب الأنظمة وقيام الثورات في العديد من الدول لعدم توافر فرص للعمل والحصول على مورد مادي يلبي متطلبات الفرد واحتياجاته اليوميّة.
من أهم الما هى اسباب التي ساهمت في انتشار ظاهرة البطالة ازدياد معدل النمو السكاني الأمر الذي أدى إلى تقليل مصادر العمل وازدياد عدد الشباب الباحثين عن الوظائف، كما أنّ عوامل الهجرة من القرية إلى المدينة ساعدت في ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل، فضلاً عن وضع الاقتصاد المحلي المتقلّب، وعدم وجود تناسب بين عدد الأفراد وأعداد الوظائف ساهم في انتشار معدل البطالة لدرجةٍ كبيرة، وعدم توفر الخبرات المهنية والمؤهلات التعليمية للأفراد الساعين للحصول على العمل مع الوظائف الشاغرة والمؤهلات التي تتطلبها الوظيفة مما يؤدي إلى عدم وجود موظفين مناسبين لوظائف موجودة، وامتهان الأفراد لبعض المهن التي تتوفر في أوقات معينة خلال السنة وتنتهي مع انتهاء السنة مثل المهن الزراعية تؤدي إلى فقدان الفرد لفرصة العمل معظم أشهر السنة.
تنتهي مشكلة البطالة إذا ساهمت الحكومات في إيجاد الحلول الناجحة وزيادة فرص العمل للباحثين عن الوظائف في مختلف القطاعات، وذلك من خلال تشجيع عملية الاستثمار المحلي الذي يساعد على زيادة عدد الشركات وبالتالي زيادة فرص الحصول على الوظائف، والعمل على رفع جاهزية الفرد من خلال تحسين وتقوية وتنمية تعليمه للحصول على وظيفة في مختلف القطاعات، كما يجب على الحكومة دعم الشباب عن طريق تشجيعهم على القيام بمشاريع صغيرة لاستثمار أفكارهم وطاقاتهم وإبداعهم، والعمل الجاد لتطوير القطاع الزراعي من خلال القيام باستصلاح الأراضي الزراعية، والحد من ظاهرة العمالة الوافدة.
تزايد حجم البطالة في العالم يؤدي إلى مشاكل وعيوب بالغة وخطيرة على الاقتصاد المحلي وعلى المستوى الأمني فلا يُمكننا أن ننكر بأنّ للبطالة دور كبير في انتشار الإرهاب وازدياد معدل الجريمة والعنف، نتيجةً لإصابة هؤلاء الأشخاص العاطلين عن العمل بالإحباط وفقدان آمالهم وتحطيم أحلامهم.
لذا يجب على كل فرد عدم الاستسلام واليأس والسعي لكسب الرزق الحلال والالبحث عن العمل كما حثنا الله ورسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: “لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ” رواه البخاري.
ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: