يعتبر العمل عبادة لاجتهاد الإنسان في تحصيل رزقه بالحلال، الذي يبارك له الله سبحانه وتعالى بسعيه وراء لقمة العيش متوكلاً على الله الرازق والكافي، دون اللجوء أو العوز إلى أحد ومدّ يده للغير سائلاً ومتسولاً، فهو السبيل الرئيسي لجلب المال والمأكل والمشرب وسدّ متطلبات العيش الكريم، ولقد أمر الإسلام المسلمين بالسعي والعمل من أجل الرزق، وعدم التواكل والتكاسل بالالبحث عن العمل وطلبه أينما كان، كما أن الإنسان الذي يعمل ويُحب عمله يشعر بالاستقرار والأمان، ويقضي وقته من أجل التمتع بثماره ويوفر لنفسه وعائلته الحياة الكريمة، بعكس الشخص الذي يتكاسل عن العمل ولا يتُعب نفسه في الالبحث عن عملاً يكسب منه المال، ولا يشعر بجمال وصفاء الحياة، حيث يسيطر عليه الملل والكآبة، لعدم قيامه بأي إنجاز وإنتاج مادي له مردود إيجابي ومؤثر في حياته، لذلك العمل بالعناصر عملٌ يحتاج إلى تكريس كل الطاقات الجسدية والذهنية لانجاحه.
يُقصد بالعمل تلك المهمة أو المجال المهني الذي يقوم الإنسان باختياره، قاصداً منه كسب لقمة العيش وقوته، إلى جانب تحقيق كيانه وذاته من خلال انخراطه في عملاً يحبه، ويمنحه الشعور بقيمته الإنسانية، حيث أن العمل يعطي الإنسان مكانة وقيمة اجتماعية ذات احترام وتقدير لنشاطه وإخلاصه والتفاني بالعمل بكل إخلاص وأمانة، وهنالك عدة مجالات للعمل مفتوحة أمام الشخص منها الطبيب، والمعلم، والمهندس والعامل، والخباز، والجزار، والنجار، والسائق وغيرها من المجالات المتاحة التي يمكن للإنسان كسب رزقه منها ما دام عملاً شريفاً وحلالاً، ولا يُغضب الله ولا يؤذي أحد من الناس، ومهما كان العمل بسيطاً يجب علينا عدم الاستخفاف به والتكبر عليه, المهم أن لا يحتاج الإنسان لمدّ يده وسؤال الآخرين بالذل والمهانة، فالعمل بشتى أنواعه يضيف إلى قيمة للإنسان ويرفع من كرامته، والاكتفاء بما قدّر الله له من الرزق والعيش به، وإذا نظرنا إلى أكثر الدول المتقدمة مثل اليابان والصين وأمريكا، نجد أن تلك الدول ارتقت وازدهرت بسبب تقديرها واحترامها للعمال وتقديسها للعمل، لنرى مهنة عامل النظافة تعتبر لديهم من أعظم وأرقى المهن التي يحظى عالمها بالاحترام والتقدير.
ومن هنا نجد أن العمل بالعناصر مهماً وأساسياً في حياة الفرد، لتأمين الرزق وتوفير المأكل والمشرب واللبس للأسرة ومستلزمات المسكن ومتطلبات العيش الكريم، مما يحتم على الإنسان السعي وراء العمل والتخطيط نحو مستقبل آمن، وإتقان مهنة محددة تمكنه من الإنتاج وربح المال وتوفير الحياة الكريمة لعائلته، ويضيف العمل للفرد المزيد من الخبرات العملية وتطوير قدراته وتوجيهها نحو الهدف أو الطريق الأفضل.
أما قيمة العمل ومكانته على مستوى الدولة، التي تقوم بتهيئة ودعم سوق العمل من أجل التخفيف وانقاص من الفقر والبطالة، والارتقاء باقتصاد البلاد وزيادة نموه وتحسين المردود المالي، وتوفير فرص العمل من خلال إقامة المشاريع وإنشاء المصانع ودعم المشاريع الفردية والصغيرة، التي تحد من مشكلة الفقر والبطالة، وتوفر الاكتفاء الذاتي للفرد والدخل الثابت للعيش حياة كريمة ومستقرة.
ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: