جدول المحتويات
    السعادة

السعادة

تعدّ السعادة إحدى المشاعر الإنسانية التي يحسّ بها الإنسان عند حصول أمر يثير في نفسه البهجة، ويترك لديه شعورًا بالارتياح تجاه الأشخاص أو تجاه المواقف التي تحدث معه في الحياة اليومية، ويختلف هذا المفهوم وتعريف ومعنى من إنسان إلى آخر حسب طبيعة الإنسان، وثقافته، واهتماماته، والما هى اسباب التي تجعله سعيدًا، فبعض الناس يرى في اعتزال الناس سببًا للسعادة، وبعضهم الآخر يرى في الزواج مصدرًا للسعادة، وهناك من يبحث عنها من خلال تحقيق الأحلام المتعلقة بالحصول على درجة علمية معينة، أو الوصول إلى منصب محدّد في شركة مرموقة.

وينعكس شعور الإنسان بالسعادة على مظهره الخارجيّ، وعلى التصرّفات التي يقوم بها، وعلى علاقته بالناس الذين يقابلهم في الحياة، فالنشوة التي يتحصل عليها الإنسان السعيد تجعله يتصرف على نحو يظهر فيه الارتياح، ما يزيد حبّه لحياته، وللأشياء التي يمارسها وإن كانت روتينية، بخلاف الإنسان الذي لا يشعر بالبهجة، والتي تظهر عليه علامات و دلائل الضجر من الحياة، فلا يحب ما يعمل به، وتحتوي حياته على الكثير من التوتر في علاقته من الأشخاص الذي يتعامل معهم.

يجب أن يجمع الإنسان بس السعادة الدنيوية التي تحدث بسبب تحقيق الرغبات الحياتية المختلفة، والسعادة المرتبطة بالآخرة والتي تحصل من التزام الإنسان بأوامر الله تعالى، والسير على نهج النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وتحويل العقيدة الإسلامية إلى نهج سلوكي يظهر من خلال البشاشة في معاملة الناس، وتمثّل أخلاق الإسلام من صدق في الحديث، وأمانة في التعامل، ودفع الأذى عن أخيه المسلم، وعدم التعدي على حقوق الناس، وعدم تقديم مصلحته الخاصة على مصالح الناس.

كما تعدّ سعادة الناس من أهم مصادر السعادة بالنسبة للإنسان السويّ، فهو يالبحث عن مصالح الناس، ويسأل عن حاجاتهم، ويحاول مساعدتهم بكل ما يستطيع ضمن الإمكانيات المتاحة له، وكل هذا يؤدي إلى دخول الإنسان إلى قلب الآخرين، وامتلاكه مكانة خاصة تجعله يشعر بأنه مقبول بين الناس، وقادرٌ على نشر البهجة في وإدخال السرور إلى حياتهم ولو كان ذلك بأشياء بسيطة،كالكلمة الطيبة أو بالابتسامة، وهذا كان دأب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في تلمُّس حاجات الناس، والبحث في مصالحهم، والاستماع لهم، ومحاولة حلّ الخصامات والتقريب بين وجهات نظر المتخاصمين.

وعلى الإنسان ألّا يبالع في شعوره بالسعادة، وأن يفسح المجال لنفسه كي يشكر الله تعالى على ما وهبه من نِعَم، كما ينبغي ألّا يدفعه الشعور بالبهجة إلى التعبير عنها بشكل يسيء فيه إلى نفسه ويضر به الآخرين، وهذا ينطبق على بعض الحالات التي تقوم ببعض الممارسات الخاطئة عند الشعور بالبهجة، ومن أمثلة ذلك ما يحدث من إطلاق للعيارات النارية في الأفراح، أو عند نجاح بعض الأشخاص في الوصول إلى درجة علمية معينة.