- خطاب استقالة مؤثر
يتعرَّض الموظَّف في كثيرٍ من الأحيان إلى ضغوطاتٍ كبيرةٍ في عمله أو في ظروفه الشخصية تُجبره على التقدّم بطلب استقالة من وظيفته، ومن المعروف أن ترك الوظيفة لا يتم دون العديد من الإجراءات ومن ضمنها الاستقالة التي تحفظ حقوق الموظف وتبيّن موقفه أمام مدراءه، وعند كتابة الاستقالة يجب أن تحتوي على العديد من النقاط المهمَّة التي لا يخلو منها أي كتاب استقالة، ومن بين هذه الأشياء أن يكون نصُّ الاستقالة مختصراً قدر الإمكان وأن يكون أسلوب التخاطب فيها لطيفاً ومُهذَّباً وخالٍ من أي تجريح للأشخاص أو مكان العمل مع عدم المساس بأي أحد، كما يجب ذكر سبب الاستقالة بوضوحٍ تام ووضع الما هى اسباب المقنعة له حتى يتم قبولها بصدرٍ رحب، لذلك سنقوم نموذج خطاب استقالة مؤثر خلال هذا المقال.
خطاب استقالة مؤثر
السيّد المدير العام المحترم، تحية طيبة وبعد، لقد عملت في وظيفتي منذ فترةٍ، وقمت خلالها بأداء واجبي على أكمل وجه، وحرصت على أن أُقدّم أقصى ما لديّ من قدرات لخدمة وطني أولاً ووظيفتي ثانياً وانتماءً للمؤسسة التي أعمل فيها، وإنني خلال هذه الفترة حرصت كل الحرص على أن أكون نموذجاً يُحتذى من قبل زملائي، وأن أكون قدوةً لهم كموظفٍ يقوم بأداء عمله على أكمل وجه، وحاولت طوال فترة خدمتي أن أبثُّ الطاقة الإيجابية بين زملائي، وأن أنشر الحرص على التعلّم والتطور قدر الإمكان.
لقد عملت في وظيفتي هذه بروح الفريق، وكنت دوماً من أشدُّ الحريصين على المصلحة العامّة، وساهمت في أن أُبرز الوجه الاجمل وافضل للمؤسسة التي أعمل فيها، لإيماني المُطلق بأن انتمائي لوظيفتي يُشكل جُزءًا من شخيصتي الحقيقة، وأن نجاحها يُمثل نجاحات لي، وكنت في كل مرةٍ أتطور فيها أشعر بفرحٍ كبيرٍ أنني كبرت في هذه الوظيفة ومشيت خطواتي فيها نحو المستقبل الأجمل.
سيدي المدير العام، رغم جميع التحديات والظروف التي واجهتني وزملائي في العمل، إلا أنَّنا حرصنا كل الحرص أن نظهر بمظهر الموظف الذي يتعب لأجل منح احسن وأفضل ما لديه، ولم نوفر يوماً أي جُهدٍ في هذا، وإنني لولا الظروف الكثيرة التي تُحاصرني من كل اتجاه لما فكّرتُ أبداً في التخلي عن وظيفتي وتقديم استقالتي، لأنني عشت أياماً في وظيفتي هذه وأنا أشعر أنها تُمثلني تماماً، لهذا أسمح لي سيدي الرئيس أن أوضح لك ما هى اسباب تقديم استقالتي، وأن تستميحني عُذراً كي أعبر لك عن مدى ضيقي الذي دفعني لهذه الخطوة، رغم أنني لم أكن لأفكر يوماً بالاستقالة لولا الظروف.
أوّل سببٍ يدعوني لتقديم استقالتي هو أنني لم أعد أرى نفسي في هذه الوظيفة، ولم يتبقَ لديّ أي شيءٍ جديدٍ أقدمه لها، وإنني أخشى أن تُصبح تأدية واجب العمل في هذه الوظيفة مجرد روتينٍ يومي مليءٍ بالرتابة والملل، وخالٍ من أية متعةٍ أو فائدة أو إبداع، وهذا ما لا يجب أن يكون، لأن التوقف عن الإبداع يعني التوقف عن العطاء والعمل، ويعني ألا تتطور الوظيفة وأن تسوء الخدمة.
مما دفعني أيضاً لتقديم الاستقالة هو حرصي على أن يكون العمل بروح الفريق هو الهدف الأسمى في هذه الوظيفة، ولأنني فقدت الانسجام مع زملائي، وأصبحت أشعر أن وسائل الاتصال بيننا شبه معدومة، فإنني ارتأيت أنه من الاحسن وأفضل تجديد الدماء في عروق المؤسسة، وأن تتدفق فيها دماءٌ جديدة تعود بالنفع على الجميع.
سيّدي المدير العام، من حقي على نفسي أن أواكب التطور وأن أالبحث عن خبراتٍ إضافيةٍ أُضيفها إلى رصيد عمري وتاريخي الوظيفي، لهذا لم يعد مفيداً بالنسبة لي أن أبقى في نفس المكان، وأن أُمارس نفس العمل بنفس الطريقة، فالتغيير سنة الله تعالى في خلقه، والآن بالنسبة لي جاء وقت التغيير، واستقالتي هذه ليست انتقاصاً من مكانة المؤسسة أو تقليلاً من شأنها، وإنتعرف على ما هى فرصة للنفس كي تلتقط أنفاسها وتبدأ خطوة جديدة.
أُقدم إلى حضرتكم استقالتي هذه وأنا أشعرُ بكمٍ كبيرٍ من المشاعر المختلطة ما بين الحزن والأمل، الحزن بأنني سأترك وظيفتي التي قدمت لي الكثير من الدعم المعنوي والمادي والخبرة، والأمل بأنني سأعثر على وظيفةٍ أخرى تفتح لي آفاقاً جديدةً في الحياة، لكن رغم هذا أؤمن بشيءٍ واحدٍ فقط، هو أن اللبنة الأساسية في المستقبل قد صنعتها من وظيفتي هذه التي يرتكز عليها مستقبلي الكامل، فأنا يا سيدي ممتنٌ للفضل الكبير الذي أعطاني إياه الله سبحانه وتعالى وأتاح لي فرصة العمل هنا.
ستظلّ مؤسستي هذه نبراساً لي وخطوةً مشرقةً في حياتي العملية، وأتمنى عليكم قبول استقالتي منها، وإنني آمل من الله تعالى أن يأتي من هو خيرٌ مني لاستلام الأمانة وأن يؤدّيها على أكمل وجه، وأدعو الله تعالى أن تظل هذه المؤسسة نبراساً دائماً لكل من أراد الصعود نحو المستقبل، فهي من علمتني الجدّ والاجتهاد والتصميم والمثابرة، وهي التي ألهمتني أن أكون مثالاً يُحتذى في الوظيفة، وعلمتني الصبر وتحمل المسؤولية، واستقالاتي هذه ستتيح لشخصٍ آخر أن يتعلم هذه الأشياء جميعها، لتفتح له آفاق المستقبل التي فُتحت لي.