إن مفهوم وتعريف ومعنى الخيال العلمي مرتبط إلى حدّ كبير بالتطور التكنولوجي الذي شهدته الحياة الإنسانية في المجالات كافّة، وهو يمزج بين التقنية الحديثة ومخيلة الإنسان الذي يُحلِّق إلى البعيد في أفكار غير منطقية يتم فرضها على الواقع من أجل إيصال فكرة معينة، أو محاولة تغيير الواقع المعاش إلى واقع أفضل، وتعدّ قصص الخيال العلمي جزءًا من واقع الإنسان، فرغم أن هذه القصص لا تحدث، ولا يمكن لها أن تنطبق على أرض الوقع إلا أنها أصبحت ملاصقة لمخيلة الإنسان وحاضرة في ذهنه دائمًا.
ويؤدي الخيال العلمي دورًا كبير في تشكيل شخصية الإنسان خاصة في مرحلة الطفولة، فما يشاهده الأطفال من هذه القصص الخيالية في الأفلام الكرتونية يجعلهم يأخذونها على محمل الجد، وهنا تكمن خطورة هذه القصص حين يبدأ الأطفال بمحاول تقليد الأبطال الخارقين من خلال القفز من الأماكن المرتفعة، أو استخدام الأسلحة الخطرة، ولا بدّ هنا من وجود فاعل للأهل في مراقبة الأبناء من خلال ما يشاهدون، وأن يتتبعوا سلوكياتهم التي تنتج عن مشاهدة هذه القصص في القنوات التلفزيونية المختلفة.
كما يعدّ الأدب المتربط بهذه القصص أدبًا مختلفًا ويحتاج إلى كاتب مثقف، وعلى اطلاع جيد بقضايا التقنية، وما يحدث في هذه الكون، وببعض الظواهر الكونية، حتى يقوم بإدخال الخيال على كل ذلك، وينسج قصة تحتوي على أبعاد إنسانية يتم عكسها على ظواهر الكون المختلفة، كما تعدّ مخيلة الكاتب من العناصر الأساسية التي تعتمد عليها الكتابة في هذا المجال، فلا بد له أن يبتكر بعض القوى الخارقة للطبيعة، ويعمل على توجيهها نحو الغاية التي تُكتب من أجلها قصص الخيال العلمي، حتى تكون القصة مكتملة العناصر، وتحتوي على الدهشة التي ينتظرها القارئ بشغف.
تم تحويل العديد من قصص الخيال العلمي المكتوبة إلى أفلام سينمائية عظيمة تم فيها تحويل ما ورد في قصص الخيال العلمي المكتوبة إلى واقع مشاهد، وتعدّ هذه الأفلام الأكثر كلفة مقارنة بغيرها بسبب احتياجها إلى أدوات مخصوصة، وبنية تحتية تناسب البيئة الخيالية التي تحُاك حولها الأحداث، فوجود المركبات الفضائية، أو الأسلحة الليزرية، أو وجود مخلوقات غير بشرية على هيئة إنسان يمشي على قدمين تحتاج إلى طاقم متخصص في فنون الإخراج، والتصميم الغرافيكي، لكنها في ذات الوقت تعد من أكثر الأفلام عائدًا ماليًا بسبب إقبال الناس بشكل كبير عليها، وبيع ملايين النسخ من هذه الأفلام حول العالم.
ويعود الفضل لبعض القصص الذي ذُكرت في الخيال العلمي إلى الابتكارات العلمية التي تم إنتاجها وأصبحت واقعًا، فنحن نعيش في عصر تتسارع فيه الأحداث التقنية بشكل هائل، ونشهد يومًا بعد يوم ابتكارات جديدة في مختلف مجالات الحياة، وبعض هذه الأفكار خرجت من قصص الخيال العلمي، وعمل العلماء على تحويلها إلى واقع ملموس ونجحت في ذلك أيّما نجاح.