جدول المحتويات
    جمال الصحراء

جمال الصحراء

في الصحراء عالمٌ مزدحمٌ من السحر والجمال، إنه جمالٌ هادئٌ يوحي بالسكينة والاطمئنان، ويُشعر المرءَ بأن للحياة وجوهاً عديدة من بينها وجه الصحراء الهادئ الذي يُخبئ في ثناياه قصصاً كثيرة يرويها عبر الزمن والحضارات المتعاقبة، فرمالها الناعمة تُضفي على هذا الجمال مزيداً من الهيبة والجاذبية، إنها شاماتٌ جميلة تزيّن جسد الصحراء، وما يزيد روعة هذه الكثبان أنها تكون بشكلٍ مميزٍ صنعته الريح وكأنها ريشة فنانٍ مبدع، خصوصاً أنها تمتد بشكلٍ لا محدود وبطريقة عشوائية مدهشة، فسبحان من أبدع جمال الصحراء.

في الصحراء خصوصية لكل وقتٍ، فالصباح فيها ممتلئٌ بالندى والسكينة، أما عندما تشرق الشمس بأشعتها الذهبية، تنعكس هذه الأشعة على الرمال، فتلمع وكأنها مساحة شاسعة من الجمال، وعند غروب الشمس تتدرج ألوان الغروب لتنعكس ألوان الشفق وتتمازج مع رمالها وسمائها الصافية، فيظهر اللون الأحمر والبرتقالي بتمازجٍ لا مثيل له، وعندما يحلّ الظلام، تظهر صفحة السماء بكامل جمالها ولمعان نجومها وكواكبها، فمن أراد أن يتأمل جمال السماء ما عليه إلا أن يذهب إلى الصحراء، حيث السماء الصافية التي لا يلوثها أي شيء.

تتميز طبيعة الصحراء بأن فيها أنواعاً مميزة من النباتات والحيوانات والطيور، فالكائنات الحية فيها تتميز بالصبر الذي تفرضه عليها قسوة الأجواء في كثيرٍ من الأحيان، ورغم هذا فإن النباتات الصحراوية جميلة ومزهرة، أما حيواناتها فهي تعيش فيها حصرياً ومتأقلمة معها وأصبحت علامة مميزة فيها، فالجمل مثلاً أو كما أطلق عليه العرب اسم “سفينة الصحراء”، أودع الله فيه الكثير من الأسرار ليتكيف مع طبيعة الصحراء وظروفها، ولهذا أصبح جزءاً مهماً منها، وارتبط ارتباطاً وثيقاً بالكثير من القصص التي قيلت فيها، فمظهر الجبال التي تقطع الرمال، من المناظر الجميلة المألوفة التي تضفي جاذبية إضافية عليها.

على الرغم من أن البعض ينظر للصحراء بأنها مكانٌ قاحل تنعدم فيه الحياة، إلا أن الحقيقة غير ذلك، ففيها تنوعٌ طبيعي مذهل، فحتى الحشرات والطيور فيها متميزة الجمال، كما أن الذين يعيشون فيها لهم ما يميزهم عن الباقين، فهم أيضاً جزءٌ من جمال الصحراء الذي يزيد من روعتها، فالإنسان الذي يعيش في الصحراء يعيش على طبيعته لأنه ملتصقٌ بالطبيعة، كما أنه يتصف بالصبر وقدرة التحمل والجود والكرم، وهذه أشياءٌ معروفة عن الذين يعيشون فيها، بالإضافة إلى فروسيتهم التي فرضتها عليهم الطبيعة.

إن الحديث عن جمال الصحراء لا يمكن أن ينحصر ببضعة كلمات، فمن أراد أن يتذوق هذا الجمال على طبيعته، فما عليه إلا أن يذهب إليها ويراها كتعرف على ما هى شاهدة على كل من مروا فيها برمالها الذهبية ونباتاتها الشوكية وحيواناتها وطيورها، حتى الأشخاص الذين يعيشون فيها، فالصحراء عالمٌ قائمٌ بذاته فيه الكثير من الأشياء المثيرة للدهشة.