تتنوع أشكال المساعدة التي يقدمها الناس لبعضهم البعض وتتعدد، وتكون المساعدة بهدف الوصول إلى هدف معين وتحقيقه، ومن أبرز أشكال المساعدة ما يعرف بالتعاون، والتعاون هو عبارة عن فعل تعاوني يستند بشكل أساسي على العطاء، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتعاون لقوله سبحانه وتعالى “وتعاونوا على البر والتقوى”.
يوجد عدة أشكال للتعاون، حيث يظهر في مجالات عديدة وعلى مستويات مختلفة، فعلى المستوى الدولي قد تتعاون الدول في نشاط أو مجال معين ومن الأمثلة على ذلك ما يعرف “دول التعاون الخليجي” والتي تهدف إلى حل الأزمات عن طريق التكاثف فيما بينها، أما على مستوى الأسرة فيأخذ التعاون أشكالا عديدة ومثال ذلك عطف الكبير ومساعدته للصغير من عائلته، أو قيام الصغير بقضاء حوائج الكبير إذا ما كان يستطيع القيام بذلك، أو قيام أحد الأفراد بمساعدة أخيه في الدراسة إذا ما كان يواجه صعوبة في فهم مادة معينة، وقد يكون التعاون في الأمور المالية والتي تتطلب على الأفراد القيام بمساعدة أحدهم ماديا إذا ما كان يعاني من ضائقة مادية، ويوجد أشكال أخرى للتعاون من أمثلتها قيام الزوج بالتعاون مع زوجته للقيام بأداء أعمال ومهام المنزل والتربية وغيرها من أمور الحياة المختلفة، وقد يساعد الجيران ببعضهم البعض في قضاء حوائجهم أو القيام بتنظيف واجهات المنزل وغيرها من الأمور، وتعتبر مساعدة المسنين في قطع الشارع أيضا أحد أشكال التعاون.
فيما يخص آثار التعاون، فإن له العديد من الآثارٌ الإيجابيةٌ والتي تعود على الفرد والمجتمع والدول بكل تعرف ما هو فيه خير لهم، حيث أن التعاون يساهم في التعود على تبادل الآراء والابتعاد عن التزمت والتمسك بالآراء دون رجعةٍ عنها أو تعنت وبالتالي فهو يزيد الاحترام ويعززه بين الأفراد، كما أنه يعمل على تعميق مشاعر الأخوة والألفة والمودة، وزيادة قوة المجتمع وتماسكه، ومن آثار التعاون أيضا انتشار النصيحة بين الناس، والعمل على تطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي حثت عليه الشريعة الإسلامية، كما أن التعاون يساهم في تعزيز الثقة بالنفس حيث أن الشخص الذي يساعد الآخرين يتمتع بقوة في الشخصية كما أن مشاعر الإيجابية والسعادة تكون بارزة وواضحة لديه بشكل أكبر من غيره، والتعاون هو شكل من أشكال كسب الأجر والثواب ورضا الله في الدنيا والآخرة.
نستنتج بأن التعاون أمر ضروري يكون الهدف منه قضاء حاجات الإنسان، حيث أن الإنسان وحيداً غير قادر على تلبية احتياجاته دون مساعدة أحد، والتعاون يساهم في مشاركة ومبادلة الخبرات بين الأشخاص حيث إن لكل إنسانٍ دوراً، ويتمتع بموهبةٍ وخبرة معينة ويؤدي دمج المواهب معاً إلى تكامل المجتمع وتوحده، كما أنه يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة باحسن وأفضل صورة.
ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: