لكلّ إنسانٍ عاداتُ يُكثر من عملها وهواياتٌ يميل إلى ممارستها، وعادةً تُمثّل الهوايات بالنسبة للأشخاص فسحةً جميلةً يجدون بها الكثير من المتعة والتسلية، فالإنسان الذي يمتلك هوايةً معينةً يُعتبر إنساناً محظوظاً، لأن الهواية من مسميات الإبداع والتميّز، وهي التي تُعطي للإنسان دافعاً كبيراً نحو تحقيق أشياء يعجز عن فعلها الآخرون، فمن خلال الهوايات يستطيعُ الإنسان أن يُحقق شهرةً واسعةً وأن يحظى بوجود المعجبين من حوله.
عبر التاريخ الإنساني الطويل، ظهر للملأ الكثير من الأشخاص الذين بدأوا إبداعهم بممارسة هوايتهم التي كانوا يظنون أنها بسيطة، لكنها نقلتهم من كونهم مجرّد أشخاصٍ عاديين إلى كونهم أشخاصاً مبدعين ومتميزين، فآلاف الشعراء والأدباء والكُتّاب اشتهروا بفعل امتلاكهم لهواية الكتابة، وهي شيءٌ حباهم الله تعالى به وميزهم به عن باقي الناس، والرسم أيضاً كذلك، ويُعتبر من أبرز الهوايات التي نقلت الكثير من الأشخاص من دائرة الظل إلى دائرة الشهرة والإبداع.
لا يُمكن حصر الهوايات بعددٍ من الممارسات، فالهوايات كثيرة ومتعددة، فالتمثيلُ هواية، والغناء أيضاً هواية، والقراءة، واللعب بمختلف أنواعه أيضاً هواية، المهم أن يُؤمن الإنسان بنفسه وذاته وأن يسمح للهواية الموجودة فيه أن تنمو وتكبر وتتطور، فالعديد من الأشخاص يمتلكون هواياتٍ لكنهم يُهملونها ولا يُمارسونها، فيخسرون بهذا الإهمال متعةً كبيرةً وفائدةً عظمى.
لا تتوقف فائدة الهواية بأنها تصقل شخصية صاحبها فقط، بل إنها تملأ وقته بالأشياء المفيدة وتجعله يرى آفاقاً بعيدةً، ويحقق الكثير من الأحلام والطموحات فيها، فالإنسان الذي يُمارس هوايةً إنما ينقل نفسه من عالمٍ ضيقٍ إلى فضاءٍ واسعٍ، المهم أن يهتم بهوايته وأن يُصغي لصوت إبداعه، والاجمل وافضل من هذا أن الكثير من الهوايات تُصبح مصدر دخلٍ للإنسان، وتُحقق له إضافةً للمتعة والفرح، الكثير من المال، وخيرُ مثالٍ على هذا لاعبي كرة القدم، والرّسامين، والكُتاب الذين يكتبون ويبيعون كتبهم للناس، والمغنين، والملحنين، وغيرهم الكثير.
من أكثر الأشياء التي تجعل الهواية تنمو وتتطور هو المتابعة والتصميم، أي أن يُحاول الفرد استخراج احسن وأفضل ما لديه فيما يتعلّق بهوايته وان يُطورها ويقرأ عنها وبُتابع كل ما يخصّها، فالهواية مثل حديقة الورد، كلما وجدت عنايةً ورعايةً أكبر كلما تطورت وأزهرت وفاح عبيرها، فلا يُمكن للكاتب أن يكون كاتباً عظيماً مثلاً إلا إذا طور هواية الكتابة لديه بأن يقرأ ويُثابر، فكلّ شيءٍ يُترك بلا عنايةٍ يضيع جماله ويُدفن.
تقع مسؤولية تنمية الهوايات على الفرد نفسه أولاً، وعلى الأهل ثانياً، وعلى المعلمين والمربّين ثالثاً، فمن أراد تنمية جيلٍ مبدعٍ متميز، لا بُدّ أن يُتابع هوايات أفراده ويُنميها ويُشجعها، لتظهر على الملأ وتُصبح رمزاً من رموز الإبداع.
ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: