يعتبر الازدحام المروري من أكثر المشاكل وعيوب شائعة الحدوث في جميع أرجاء العالم، حيث يتعرض السائقون للاختناقات المرورية عند ذهابهم في الصباح الباكر إلى مراكز عملهم مما يُسبب لهم الانزعاج نتيجةً لاكتظاظ الطرق ووسائل بالسيارات، وتبلغ هذه المشكلة ذروتها في العطل الرسمية ومواسم الأعياد.
للازدحام المروري العديد من الآثار السلبية حيث أن هذه المشكلة تزيد من نسبة تلوث الهواء الذي يؤثر بدوره على صحة الفرد والمناخ، كما يؤثر الازدحام المروري على الوضع الاقتصادي نتيجةً للوقت الضائع الذي يُمضيه السائق عالقاً بين الازدحام، ونتيجةً لتأخير وصول البضائع وغيرها من الأعمال المهمة الأخرى التي لا تُنجّز في وقتها المحدد والتي يتم تأخيرها نظراً لعدد الساعات التي تذهب هدراً بسبب الازدحام المروري.
تختلف الما هى اسباب المؤدية لحدوث الازدحام المروري من بلدٍ لآخر ومن مدينةٍ لأخرى لكنها تشترك في بعض هذه الأسباب، حيث يُصر العديد من الأشخاص على عدم استخدام وسائل النقل العام وقيادة السيارات بأنفسهم، ناهيك عن قلة وجود الأماكن المخصصة لركن السيارات نتيجةً لضيق الطرق ووسائل وازدياد عدد السيارات، كما أنّ التصرفات والعادات السيئة التي يقوم بعض السائقين من التجاوز الخاطئ تسبب إرباكاً شديداً لحركة المرور، ومن أكثر المشاكل وعيوب التي تُحدث ازدحاماً مرورياً السرعة الزائدة وأيضاً التباطء في حركة السيارة عند البعض الآخر الأمر الذي يؤدي إلى توقف حركة السير وحدوث ارتباك في المرور.
الازدحام المروري ظاهرة مزعجة لكنها ليست جديدة حيث أنّ ازدهار صناعة السيارات وضرورة حصول الأفراد من مختلف الطبقات على سيارة تقلهم من منطقةٍ لأخرى دون اللجوء إلى وسائط النقل المخصصة للعمل أو للذهاب إلى الجامعات والمدارس ساهم بشكلٍ كبير في الاكتظاظ المروري، الأمر الذي دفع الدول التي تعاني من الآثار السلبية لهذه الظاهرة بإيجاد واقتراح العديد من الحلول الكفيلة بتخفيف الازدحام المروري، حيث أنّ هذه الدول قامت بتوسيع الطرق ووسائل وبناء المزيد منها لكن هذا الحل لم يلاقِ النجاح، وذلك لزيادة عدد السيارات بشكلٍ كبير وبنسبةٍ تُعد أكبر من استيعاب الطرق ووسائل لهذه الكمية من السيارات.
نتيجةً لعجز الدول عن إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة فقد توجهت بعض المدن إلى التكنولوجيا واستخدام المستشعرات الإلكترونية لتسهيل عملية إيجاد أماكن لاصطفاف السيارات، ومن أبرز المدن التي قامت باستخدام هذه التقنية هي مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، بعدها قامت روسيا باستخدام المستشعرات المزودة بأنظمةٍ دقيقة في سبيل الانتهاء والتخلص من هذه المشكلة.
في الحقيقة فإن الأساليب المتبعة في علاج و دواء ظاهرة الازدحام والاكتظاظ المروري تحتاج إلى بذل جهدٍ كبير كما أنها تحتاج لوقتٍ طويل للحصول على نتائج واقعية ملموسة، لكن جميع التجارب السابقة التي تم العمل عليها لحل هذه المشكلة سوف تساهم في المستقبل في إيجاد اقتراحاتٍ بديلة أخرى لتقليل حدة هذه الظاهرة المزعجة.
ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: