نستعمل يوميّاً الكثير من الأشياء، ونستغني كثيراً عنها بعد استعمالها لفترة ما، ومعظم استعمالاتنا هي لأشياءٍ مصنوعةٍ من الحديد والتنك والبلاستيك، ونقوم في معظم الوقت بالتخلّص من هذه الأشياء بعد استخدامها، وفي بعض الأوقات نندم على أشياءٍ تخلّصنا منها بمحض إرادتنا.
ولربما قمت في بعض الأيام بصناعة كرسيٍّ خشبيٍّ من بعض الأخشاب المتواجدة في حديقة المنزل، أو بإعادة إصلاح بعض الخزائن من بعض قطع الأخشاب المكوّمة في سقيفة المنزل، وأمّا عملية إعادة التدوير بالنسبة للبلاستيك فيتمّ إرسالها إلى أحد المصانع التي تختص بهذه الصناعة، وذلك لأنّ عمليّة تصنيعها تحتاج إلى الصهر، وبما أنّ عملية تحلّل البلاستيك تحتاج إلى وقتٍ طويلٍ جداً، فلا بدّ لنا من إعادة تدويرها وصناعتها. وهناك أيضاً الكثير من الأمور التي يمكن إصلاحها بوجود أشياء بسيطة لم نكن نحتاجها قبل ذلك، ولكن ذلك يحتاج إلى التفكير في زيادة قدرتنا على استغلال الموارد المتواجدة حولنا، مهما كانت بسيطةً، وإن كانت ذات قيمةٍ قليلةٍ أيضاً.
يتم تصنيع المواد من الموارد الطبيعيّة المتوافرة، وهي تتواجد في الغابات مثل الخشب، والمناجم، والفحم أيضاً، ولكنّ هذه المواد الخام لا تتواجد دوماً في جميع الأماكن التي نتواجد بها، ومن هنا جاءت فكرة إعادة التدوير، وهي عبارة عن عمليّة استخدام المواد التي لا فائدة منها، وإعادة تصنيعها لتصبح مواد ذات فائدة.
فوائد تدوير الأشياء
وعملية إعادة التدوير ذات فوائد كثيرة، ومن أهمّ هذه الفوائد ما يلي:
- تفيد عمليّة تدوير الأشياء بتقليل التلوّث البيئي الناتج عن نقل المواد الخام والتنقيب عنها، فعمليّة الحفر تعمل على زيادة التلوّث بالمواد المتطايرة ومنها الغبار وغيرها، فمثلاً عملية استخلاص معدن (الملاكيت) وهو أحد أهمّ الخامات الرئيسة لعنصر النحاس، وهي تحتاج إلى الحفر والتنقيب لكميّاتٍ هائلةٍ من الصخور، وهذا يعتمد على نسبة المعدن (الملاكيت) المكوّنة للصخر.
- تحافظ عمليّة التدوير على الموارد الطبيعيّة من النفاذ، كما وتحافظ على البيئة من الظواهر السيئة، فعند استخدام الأشجار لاستخلاص الخشب واستعمال الوقود الأحفوري كالفحم الحجري، فإنّ ذلك يعمل على تآكل طبقة الأوزون، وهذا يؤدّي إلى ظاهرة الاحتباس الحراريّ.
- عمليّة إعادة تدوير النفايات تقلّل التلوث الناتج عن عملية التخلّص من النفايات، حيث إنّ التخلّص من النفايات وعدم استخدامها مرّة أخرى يعمل على زيادة التلوّث، ولا سيّما تلوّث المياه الجوفيّة.
- عملية إعادة التدوير تعمل على تقليل الطلب على المواد الخام.
- هذه العمليّة تفيد في حماية الأراضي الزراعيّة، والمحافظة على أماكن التخلّص من النفايات.
- تفيد عمليّة التدوير في حماية الكرة الأرضيّة من الغازات السامّة المنبعثة من عمليات الحفر والتنقيب عن الموارد.