موسى عليه السلام
قيّض الله سبحانه وتعالى لعددٍ من أنبيائه زوجات قلّ أن تلد الأرحام مثلهنّ في الصّلاح والورع والتّقوى، ومن بين تلك النّساء الصّالحات زوجة نبي الله موسى عليه السّلام، فقد وقفت مع زوجها وآمنت به وصدّقته وتجشّمت في سبيل ذلك الكثير من المتاعب والصّعاب ابتغاء الأجر من عند الله تعالى.
على الرّغم من أنّ سيرة زوجة موسى عليه السّلام لم يصلنا منها إلاّ القليل، إلاّ إنّ معظم ما ورد في حقّها هو من الإسرائيليّات التي لا نصدقها التزاماً بسنّة النّبي عليه الصّلاة والسّلام في عدم تصديق أو تكذيب الإسرائيليّات، فتعرف على ما هى سيرة هذه المرأة الصّالحة في القرآن الكريم ؟ وما كان اسمها الحقيقي ؟
قصّة موسى عليه السّلام
شاءت الأقدار أن يتربّى موسى عليه السّلام في بيت الفرعون عندما وجدوه ملقىً في اليمّ بعدما أوحى الله إلى أمّ موسى أن تفعل ذلك، وعندما بلغ موسى عليه السّلام أشدّه تعرّض إلى اختبار من الله تعالى وامتحان، ففي أحد الأيام وحينما همّ بدخول المدينة على حين غفلةٍ من أهلها وجد رجلان يقتتلان، رجلٌ من بني إسرائيل، ورجلٌ من أقباط مصر، فاستنصر الإسرائيلي موسى عليه السّلام فوكز القبطي فمات من غير قصد، وفي اليوم التّالي حدثت أمام موسى عليه السّلام نفس الحادثة مع نفس الإسرائيلي الذي نصره بالأمس، فجاء أحد النّاصحين إلى موسى عليه السّلام يطلب منه مغادرة المدينة حتّى لا يتعرض للإعتقال والقتل، فغادر موسى عليه السّلام المدينة متوجهًا إلى مدين.
موسى عليه السّلام وقصة الفتاتين
في مدين وبينما كان موسى عليه السّلام جالساً رأى فتاتين تريدان أن تسقيا من بئر يتجمهر حولها الرّجال، فلم يستطيعا حياءً وتأدباً، فسارع موسى عليه السّلام إلى السّقاية لهما من بعد أن أعلماه أنّهما لا يسقيان حتّى يبتعد الرجال، وأنّهما ما قدما إلى السّقاية إلاّ لأنّ أباهما شيخٌ كبير.
تزويج موسى عليه السّلام بصفورة
عندما رجعت الفتاتان إلى أبيهما النّبي شعيب عليه السّلام أخبرتاه بقصّة الرّجل الذي سقى لهما وكيف كان كريماً أميناً معهما، وقد أعجب سيّدنا شعيب بشخصيّة موسى عليه السّلام فطلب من إحداهنّ وتدعى صفّورة أن تذهب إليه لتطلب منه المجيء، فجاءت صفورة إلى سيّدنا موسى وهي تمشي مشيةً كلّها حياء وعفّة، وقالت له، إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، فجاء معها موسى طالباً منها أن تمشي وراءه وتقذف أمامه الحجارة حتّى يستدل على الطّريق ولا ينظر إلى جسدها.
عندما قابل موسى عليه السّلام شعيباً زوّجه ابنته صفّورة على أن يعمل عنده في رعي الأغنام ثماني سنوات، فظل موسى عليه السلام يعمل في مدين حتى وفى الأجلن ثم غادرها مع زوجته إلى مصر حيث استكمل رسالته هناك.