إن القوام الرشيق والقامة الممشوقة هما سر تناسق شكل الجسم وجماله، فكلما كان شكل جسم الإنسان متناسقاً كان أكثر جمالاً، لكن لهذا الجمال عدوان لدودان وهما السمنة وزيادة الوزن المفرطة والنحافة الشديدة، فالسمنة وزيادة الوزن المفرطة تشوّه جمال شكل الجسم من خلال إبراز أجزاء معينة بشكل كبير على حساب الأخرى، بينما النحافة الشديدة تعمل على اخفاء جميع ملامح وتفاصيل الجسم وعدم إبراز أي منها، وبالتالي يصبح شكل جسم الإنسان أشبه بالخيال.
لحرص الإنسان على شكله وهيئته، وصحته فإنه يهتم بوزنه بشكل كبير، ففي حال كان يعاني من السمنة وزيادة الوزن المفرطة فإنّه يباشر فوراً باتباع العادات الصحية السليمة، بينما إذا كان يعاني من النحافة الشديدة فإنه سيعمل على حل هذه المشكلة بشتى الطرق ووسائل والوسائل، وفي كلتا الحالتين فإنّ الإنسان دائم السعي للحصول على الوزن المثالي الذي يعطي الجسم شكله المتناسق والجميل.
الوزن المثالي هو ذلك الوزن الذي عندما يصل إليه الإنسان، يصبح جسمه متناسقاً، أي أن وزنه متناسباً مع طوله، فعندما يكون وزن الإنسان مثالياً فإنّ جسمه سيعمل بشكل احسن وأفضل كما أنه سيؤدي جميع مهامه بكفاءة أكبر، وبالتالي فإنه سيمكن الإنسان من ممارسة أنشطته وأعماله اليومية بسهولة كبيرة، والوزن المثالي هو الوزن الذي يساعد في وقاية الإنسان من التعرض للإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة وزيادة الوزن المفرطة والنحافة الشديدة، ويمكن للإنسان أن يتنبّأ ما إذا كان وزنه مثالياً أم لا، وذلك عن طريق الوقوف أمام المرآة والنظر إلى شكل الجسم، فإذا كان الجسم متناسقاً ولا يعاني من أي بروزات فإنه ضمن الوزن المثالي.
بالإضافة إلى أنّ السمنة وزيادة الوزن المفرطة والنحافة الشديدة تشوهان شكل الجسم، إلّا أنّهما أيضاً تسببان العديد من المشاكل وعيوب الصحية والأمراض للإنسان، فالسمنة وزيادة الوزن مثلاً تسبب تراكم الدهون في الجسم بكميات هائلة، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية، كما أنّ النحافة الشديدة تجعل مناعة الجسم أكثر ضعفاً وبالتالي يصبح أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض، لذا فإن جميع الأشخاص يحلمون دائماً بالوصول إلى الوزن المثالي حفاظاً على صحتهم ورشاقتهم وجمال مظهرهم أمام الآخرين.
لأن الوزن المثالي أمر بالغ الأهمية وفائدة لصحة الإنسان سعى الأطباء والخبراء والإختصاصيون في مجال صحة الإنسان وتغذيته إلى البحث بشكل مستمر عن الوسيلة التي يمكن من خلالها أن يتمكن الإنسان معرفة ما إذا كان وزنه مثالياً أم لا بشكل دقيق، وفي نهاية المطاف توصلوا إلى العديد من المؤشرات والصيغ الحسابية المختلفة، بحيث يمكن استخدامها لحساب الوزن المثالي، وكان أول هذه لمؤشرات هو مؤشر بوركا، والذي سمي بهذا الإسم نسبةً إلى واضعه الطبيب الفرنسي "بول بوركا"، وهو عبارة عن معادلة حسابية غاية في السهولة، كالتالي:
الوزن المثالي للجسم (كغ) = الطول (سم) – 100 ، مع زيادة ونقصان بمقدار 15% للنساء، و10% للرجال، لكن هذا المؤشر لا يعد ملائماً لذوي القامات الطويلة، لذا لم يتم الأخذ به، أما أكثر المؤشرات ملائمةً لجميع الناس والتي لاقت قبولاً واشادة من قبل الأطباء حول العالم، كما أنه قد أعترف بها على مستوى العالم، ما يسمى "مؤشر الوزن المثالي"، وهو عبارة عن صيغة حسابية على النحو التالي:
الوزن المثالي = الوزن (كغ)/ مربع الطول (م).
وإذا كان المؤشر الناتج من هذه العملية الحسابية يقع ضمن الأرقام 18.5 و 24.9 فإنه يدل على أن وزن الشخص مثالياً ولا يعاني من مشكلة، بينما إذا كان أقل من 18.5 فإن الشخص يعاني من النحافة الشدية، وإذا كان أكبر من 24.9 فإن الشخص يعاني من السمنة وزيادة الوزن المفرطة.
