الشفاعة أخذت من كلمة الشفع، والشفع في اللغة أن يكون العدد أكثر من واحد، اثنين أو أربعة أو ستة وهو ما يسمى بالعدد الزوجي. وعكس الشفع الوتر وهو الفرد الواحد.
قد يظن الناس أنّ هناك صلاة تسمّى بالأصل (صلاة الشفع) وهذا ظن خاطئ، لأن الشفع ليس اسما لصلاة معيّنة بل وصفاً للدلالة على أنّ عدد الرّكعات فيها زوجي بخلاف الوتر الذي يكون فرديا.وبالنسبة لحكم صلاة الشفع والوتر فهي سنة مؤكدة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها لا يتركها أكان حاضرا أو مسافرا. وعن أبي بصرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله زادكم صلاة فصلوها بين العشاء والفجر)، والصلاة التي يقصدها هنا صلاة الشفع والوتر، وهما مرتبطتان ببعضهما. ويكون الفرق بينهما في عدد الركعات، وركعتا الشفع يعتبرها العلماء صلاة قيام الليل ولكن لا بد أن تكون ركعتين ركعتين، وإذا أراد أن يوتر المسلم فله أن يوتر بواحدة أو ثلاثة أو سبعة.
ونستدل على ركعتي الشفع بأن ابن عمر رضي الله عنهما كان يفصل بين الشفع والوتر بتسليمه، وأخبر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، فالأصل بالشفع الركعتان اللتان تكونان قبل ركعة الوتر.
ماذا يقرأ المصلي في ركعتي الشفع وركعة الوتر؟في ركعة الشفع الأولى يستحب أن يقرأ المصلي الفاتحة وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية يقرأ الفاتحة وسورة الكافرون ثم يسلم عن يمينه وشماله. أما في ركعة الوتر يقرأ المصلي سورة الفاتحة والإخلاص ويسلم بعد ذلك. وقد يصلي المسلم أربع ركعات شفع، أو ستة المهم في ذلك أن يكون عدد الركعات زوجيا، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: ( الوتر حق على كل مسلم من أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل) رواه النسائي. وقال صلى الله عليه وسلم: ( مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى). متفق عليه. وتأتي ركعتي الشفع وركعة الوتر بعد أداء فرض العشاء وسنته البعدية، وتكون كيفيتها بثلاث ركعات متصلة يقعد المصلي بينها على الثانية ويسلم ، وعندما ينتهي من الركعة الثالثة يقرأ دعاء القنوت. أو تكون ثلاث ركعات متصلة لا يجلس المصلي بينها، وركعتان بعدهما سلام دون قراءة دعاء القنوت.
وقد يجهل الكثير فضل ركعتي الشفع وركعة الوتر، فالله سبحانه وتعالى ذكرها في محكم كتابه: ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)) الفجر. ورسولنا الكريم اوصانا بهذه الركعات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام). ويستحب أن يأخذ المسلم الثلث الأخير من الليل ويصلي فيه ويناجي ربه ويدعو ما يشاء فهذه الساعات مباركة يستجاب الدعاء فيها بأي وقت.
وعلى المسلم أن يكون على صلة دائمة وثيقة بخالقه سبحانه وتعالى، ويوطّد علاقته مع الله ويتقرب إليه بالنوافل، والله عز وجل قريب من عباده ما دام العبد قريبا منه، يلجأ إليه في السراء والضراء، يدعوه في كل صلاة فيقول عز من قائل: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)) غافر.