صلاة الوتر هي صلاة تتبع صلاة العشاء ، اتفق جميع العلماء على سنيتها ،ولكن هي احسن وأفضل السنة ، وهي احسن وأفضل أعمال النوافل ، فهي احسن وأفضل من سنة الظهر والمغرب ، بل أنها احسن وأفضل الصلاة عند الله بعد الصلاة المكتوبة .
أما عن فضل صلاة الوتر ، فضلها عظيم جداً عن الله تعالى ، ونجد ذلك من السنة النبوية الشريفة ، فكان الرسول مواظبا عليها لا يتركها ابداً ، لا في وقت الحرب ، ولا في وقت السفر .
حكمها سنة مؤكدة عن الرسول ، وكما ذكرنا بأنها افضل السنن عند الله عز و جل ، يدخل وقتها بعد دخول وقت صلاة العشاء المكتوبة ، ويستمر وقتها الى قبل أذان الفجر ، ولكن افضل الاوقات لها هي تأخيرها الى الثلث الأخير من الليل ، لمن يستطيع الإستيقاظ وأدائها ، وأما من لا يستطيع فلا ضرر ان يؤديها بعد أداء صلاة العشاء مباشرة .
لا يوجد عدد محدد لركعات الوتر ، وإنما أقلها ركعة واحدة ، أي أن أقل عدد يصلى بها هو ركعة واحدة ، أما عن أكبر عدد فهو غير محدد ،ويعود ذلك إلى مقدرة الانسان .
كان الرسول "صلى الله عليه وسلم" يقرأ في الركعة الاولى من الوتر سورة الاعلى ، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون ، أما في الركعة الثالثة ،فكان يقرأ سورة الصمد .
يستحب القنوت في الركعة الثالثة ، فقد كان الرسول "صلى الله عليه و سلم" ، يقرأ دعاء القنوت في صلاة الوتر ، وهو ( اللهم اهدني فيمن هديت ،وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قصيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، أنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت ) ،كما أنّ دعاء القنوت مستحب وليس واجب .
يكون قضاء صلاة الوتر لمن نسيها في ضحى اليوم التّالي ، بعد ارتفاع الشّمس ، فإذا اعتاد الشخص على صلاة ثلاث ركعات ، يقضيها أربع ركعات بتسليمتين ، أمّا من اعتاد على صلاة خمس ركعات ، يقضيها سنة ركعات ، بثلاث تسليمات .
يدور الخلاف حول قضاء صلاة الوتر على محورين بين أهل الدين والسنة ، وهما الجواز والمنع ، حيث أنّ اصحاب المنع استندوا في قولهم الى ان صلاة الوتر تنتهي قبل طلوع الفجر ، وبذلك تنتهي عندما يؤذن المؤذن لصلاة الفجر ،فعلى المؤمن قضاؤها قبل أداء صلاة الفجر، أمّا أصحاب محور الجواز استندوا إلى أن صلاة الوتر تمتد إلى قبل شروق الشمس ، وبالتالي فإن صلاة الوتر قد تدخل في اليوم التالي، ويتم قضاؤها قبل شروق شمس اليوم التالي ، أي وقت الضحى .
أمّا الرأي الذي يقتضي به الاغلبية ، هو أن صلاة الوتر هي خاتمة النهار ، وهي آخر صلاة يتم اداؤها في النهار ، فلا يجوز أن يؤديها الانسان بعد طلوع الشمس.