صلاة الاستخارة سنة أوصى بها النبي عليه الصلاة والسلام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله "سَلُوا اللَّهَ كُلَّ شَيءٍ حَتَّى الشِّسعَ ، فَإِنَّ اللَّهَ إِن لَمْ يُيَسِّرهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ " أخرجه أبو يعلى (8/44) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (349) ، ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/42) من طريق آخر . ولا يجب أن يحقر الإنسان أمرا لصغره وعدم الاهتمام به ولا يستخير لأجله، فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار.
احسن وأفضل وقت لصلاة الاستخارة هي قبل النوم، وذلك لأنه قد يمنّ الله على البعض برؤيا صادقة توجهه إلى طريق الصواب، لكن علي أن أوضح أن جوهر الاستخارة ليس بالرؤى والأحلام، ولكن بتيسير الأمور وراحة النفس لقضاء الله وانشراح الصدر إلى أمر دون الآخر. وتكرر الإستخارة على سبع ليال حتى تتيسر الأمور إلى الخير.
ومن يريد أن يصلي الاستخارة عليه أن يبدأ بالنية (أي نية الاستخارة)، ثم يصلي ركعتين يقرأ فيهما بما يشاء من سور القرآن، لكن اجتهد البعض بأن يقرأ سورة يس في الركعة الأولى والثانية، أو سورة الكافرون والإخلاص، أو آية الكرسي وأواخر سورة البقرة، وبعد الإنتهاء من الصلاة والتسليم، يبقى على جلسته مستقبلا القبلة، رافعا يديه إلى الله عز وجل، داعيا بالدعا الآتي: "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا يسمي حاجته) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا يسمي حاجته) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ)" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166).
وقد نقل عن البعض طريقة أخرى للدعاء بعد الصلاة، فيصلي المستخير على النبي عليه الصلاة والسلام لعدد من المرات، ثم يقول الآية الكريمة: "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" سورة الأنعام، الآية 59، ثم يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقرأ دعاء الاستخارة السابق ذكره.
يجب على من يستخير الله عز وجل أن ينتبه إلى أمر مهم جدا، وهو أن يؤمن في قرارة نفسه بإجابة الله لدعائه وأن يسلم أمره لله ويرضى بقضائه مهما كان، فيتبرأ من حول وقوته إلى حول الله وقوته، فلا يفكر كثيرا ولا ينشغل هذا الأمر.