فرض الله تعالى الصّلاة على المسلمين، والصلوات المفروضة في اليوم هي: صلاة الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وتؤدّى هذه الصلوات في أوقات محدّدة حدّدها الله عزّ وجل وبيّنها لنا الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وللصّلاة أركانٌ وشروط وواجبات لا تتمّ إلّا بها، ولكن قد يسهو الشّخص في بعض الأمور في الصلاة بسبب وساوس الشّيطان الّذي تعهّد بأن يضلّ المسلمين، فماذا يجب على المصلّي أن يفعل في هذه الحالة؟
خفّف الله تعالى عن عباده العبادات، وجعل هناك بعض الرخص والمنافذ للخروج من الشبهات؛ فدين الإسلام هو دين الوسطيّة، وهو صالح لكلّ زمان ومكان، فقد شرع للمصلّي في بعض الحالات الإتيان بسجودٍ في حال الشكّ في بعض الأمور، فتعرف ما هو سجود السهو؟
تعريف ومعنى سجود السهو
هو عبارة عن سجدتين يؤدّيها المصلّي قبل التسليم من الصّلاة ( بعد الصلاة الإبراهيميّة)، أو بعد التسليم من الصلاة، وهدفه جبر الخلل الّذي حصل في الصلاة بسبب السهو، ولهذا السجود حالات سنذكرها لاحقاً في مقالنا، ولكن في بعض الحالات لا يجبر سجود السهو الخلل الحاصل في الصلاة وإنّما تبطل الصلاة ويجب إعادتها.
ويعدّ سجود السهو واجباً، كما أمر به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وقام بالإيتيان به في بعض الصلوات الّتي حدث بها سهوٌ، وقد واظب الرّسول الكريم على سجود السهو في كلّ الصلوات الّتي قد سها فيها.
الحالات التي توجب سجود السهو
- في حال نسي المصلّي قراءة التشهّد الأوّل وقام من ركعتي الفريضة:
). فعن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا قام أحدكم من الركعتين: فلم يستتم قائماً فليجلس، فإذا استتمّ قائماً فلا يجلس ويسجد سجدتي السهو).
- في حال صلّى ركعتين أو ثلاث ركعات وسلّم:
في حال كان المصلّي يصلّي أربع ركعات مثل: صلاة الظهر، والعصر، وفرض صلاة العشاء ولكنّه صلّى ركعتين أو ثلاث، أو صلّى ركعتين وسلّم من ثلاث ركعات كفرض المغرب، فإنّه يأتي بالرّكعات الناقصة ثمّ يسلّم، وبعد ذلك يأتي بسجود السهو بعد التّسليم من الصلاة.
- في حال صلى المصلّي خمس ركعات بدل أربع ركعات:
في حال كان عدد ركعات الصلاة هو أربع ركعات مثل صلاة الظهر والعصر والعشاء فصلّاها خمس ركعات، فإنّه يأتي بسجود السهو بعد التسليم من الصلاة. فعن عبد الله رضي الله عنه: (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى الظهر خمساً، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صلّيت خمساً، فسجد سجدتين بعدما سلّم).
- في حال الشك في عدد الركعات التي صلّاها العبد:
في حال لم يدر المصلّي كم صلّى هل زيادة أم نقصان فإنّه يجب عليه محاولة التحرّي الّذي هو أقرب إلى الصواب ثمّ البناء عليه والإتيان بسجود السهو قبل التسليم، وفي حال لم يتيقّن من الأقرب إلى الصواب فإنّه يتمّ صلاته ويأتي بسجود السهو قبل التسليم.