تعرف على ما هى صلاة الاستخارة
هي ركعتين من غير الصلوات المكتوبة يصليهما الشخص بنية طلب الخيرة بين أمرين، ولها شروطٌ محددة بيّنها لنا رسولنا الكريم _صلوات ربي وسلامه عليه_ في أحاديث كثيرةٍ، وحكمها سنةٌ كما أجمع علماء المسلمين.
طرق ووسائل الاستخارة
للاستخارة طريقتان:
ولكن أيّهما مقدم على الآخر، استخارة الله تعالى، أم طلب المشورة من أهل الرأي؟
اختلف العلماء فيتعرف ما هو مقدم على الآخر، فمنهم من قدّم المشورة، ومنهم من قدّم الاستخارة، ولكن حديث رسول الله _صلّى الله عليه وسلم_ الذي يقول فيه: "إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك...إلى آخر الحديث" قد بيّن أنّ المقدّم هو الاستخارة.
وقت صلاة الاستخارة
ليس هنالك وقتٌ محدد لصلاة الاستخارة، فللمستخير أن يصليها في اى وقت يشاء عدا الأوقات المنهي عنها للصلاة بشكل عام، إلّا أن تكون ضرورة لا تؤجّل، فيجوز أن يصليها في تلك الأوقات.
شروط الاستخارة
كثيراً ما يبحث العوام من المسلمين في موضوع الاستخارة، ويركزون بحثهم على شروطها، والرؤى التالية لها، إلى غير ذلك مما يعتقدونه الناس نتيجة قلة الوعي الديني عند الناس _إلا من رحم ربي_ ولكن الاستخارة لا تحتاج من المستخير سوى شروط الصلاة بشكل عام، كالنيّة والوضوء...وغيرها.
ولكن الشرط الوحيد الذي يختص بصلاة الاستخارة هو أنها تكون ركعتين من غير الفريضة، على أن تُعقد عليها نيّة الاستخارة، ويجوز للمستخير أن يعقد نيّة الاستخارة على السنن الرواتب، والضحى... وغيرها من النوافل.
بذلك نجد أن كثيراً ممّا يعتقدون الناس ليس له أساساً من الصحة فيما يتعلق بالشروط الكثيرة التي نقرأها على مواقع الشبكة العنكبوتيّة، فالدين يسر وليس عسر، والله تعالى أعلم.
فوائد الاستخارة
إن صلاة الاستخارة لها فوائد كثيرة تعود بالخير على الناس، ونذكر منها:
- الاستخارة راحة وطمأنينة لنفس المؤمن، فالمستخير مطمئن النفس، مرتاح البال، كيف لا وقد فوّض أمره إلى الله، الذي لا تضيع ودائعه.
- الاستخارة ترسخ مبدأ التوكل على الله، فبها يعتمد المؤمن على ربه _سبحانه وتعالى_ اعتماداً كاملاً لا يحتاج به غيره من الناس.
- الاستخارة تبعد الكثير من المصائب، فعندما يستخير العبد ربّه بين أمرين بنيّة خالصة لوجه الله، يختار الله له الخير أينما كان.
- بالاستخارة يصلح المجتمع، فإذا استخار العبد ربّه في زواج مثلاً، سنجد أن مجتمعنا أصبح مجتمعاً صالحاً، لأن الزوجة نصف المجتمع، وتلد النصف الآخر، فإن كانت صالحة كان المجتمع صالحاً.
طريقة صلاة الاستخارة
تنبيهات وأخطاء يقع فيها الكثيرون
يعتقد كثيرٌ من الناس أن صلاة الاستخارة مرتبطة ببعض الطقوس، وأنها تتبع برؤيا يراها المستخير ....الخ، كما أسلفنا، وبطبيعة الحال كل ذلك من الخزعبلات والخرافات التي لا أصل لها في الكتاب ولا السنّة، وفيما يلي سنتحدّث عن بعض الأمور الواجب التنبّه لها:
- أن تكون الاستخارة بركعتين من غير الصلاة المكتوبة بشرط نيّة الاستخارة, وهنا تجدر الإشارة إلى أن نسيان النيّة لا تجزئ الصلاة، بمعنى أنها لا تحسب استخارة.
- عدم الاستخارة في أوقات النهي عن الصلاة إلّا لضرورة قصوى، وأوقات النهي معلومة للجميع.
- دعاء الاستخارة يكون بعد السلام من الصلاة، ويجوز أن يكون بعد التشّهد وقبل السلام.
- يجوز أن نكرّر صلاة الاستخارة أكثر من مرّة.
- يجوز للمرأة الحائض أن تستخير بالدعاء دون الصلاة، إن كان الأمر ضرورياً، أما ان كانت تستطيع التأجيل فيجب عليها الانتظار إلى أن يزول المانع وتصلي ركعتي الاستخارة.
- يجب على المسلم أن يستقبل قبلة الله سبحانه وتعالى ويحاول بكل الطرق ووسائل أن يستحضر كامل الخشوع الذي يحتاجه في الصلاة، والابتعاد عن التفكير في الأمور التي تشغله.
- عدم انتظار الرؤى، وما شابه ذلك، فتلك ليست شرطاً، انّتعرف على ما هى كرامة من الله يعطيها من يشاء من عباده.
- الإقدام على الأمر بكل طمأنينة وثقة تامّة بالله، فالمستخير قد فوّض أمره لله.
- يجوز أن نقرأ الدعاء من وسيلة مساعدة في حال عدم حفظه، ولكن الأولى أن نحفظه.
- استخارة الله في كل الأمور، صغيرها وكبيرها.
دعاء الاستخارة
بعد حمد الله والثناء عليه، والصلاة على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ نبدأ بدعاء الاستخارة، ونقرأه بتضرّع، ونسمّي حاجتنا في مواضع تسميتها في الدعاء، والدعاء كما ورد عن رسول الله، ونبيّ الرحمة _صلّى الله عليه وسلم_ هو كالتالي:"اللهّم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم ((ونذكر حاجتنا)) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسّره لي، وإن كان هذا الأمر شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عنّي واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ رضّني به" .
ختاماً
في الختام، لابد لنا من كلمةٍ نقولها، فالاستخارة هي أمرٌ من الأمور الكثيرة التي غفل عنها كثيرٌ من المسلمين، ولو علمنا فضلها علينا لما أضعناها أبداً، فهي أولاً فيها أجرٌ من الله كبير لمن أدّاها وذلك لأنّ من يؤدّيها، يقرّ اقراراً تامّاً بأن النفع والضرّ بيد الله وحده، ويتوكّل على الله حق التوكّل، وفي الاستخارة أيضاً تفويضٌ كامل من العبد لربه، فهل سيضيّع الله من فوّض أمره إليه؟! حاشاه.
فعلينا أن نطلب الخيرة من الله في جميع أمور حياتنا، صغيرها وكبيرها، سواء أكان ذلك في زواجٍ، أو شراء سيّارة، أو عملٍ، أو سفر ...وغيرها الكثير من أمور حياتنا التي قد تأخذنا الحيرة فيها، فلنجعل الاستخارة شعارٌ ومنهاجٌ لحياتنا.
اللّهم علمّنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، واجعلنا ممّن يستمعون القول ويتّبعون أحسنه، إنك أنت العزيز الحكيم، والحمد لله رب العالمين، وصلّ اللهم على محمدٍ وعلى آله وصحبه وبارك وسلم.