الصلاة هي راحة نفسيّة يكتسبها الإنسان بمجرد أن يشرع بالبدء بها، فهي تدخل السكينة إلى قلب الإنسانِ؛ أيِّ إنسان مؤمن بالله موحد له، صاف القلب، وهي أيضاً تليّن القلوب القاسية فتدخل الحبّ والرحمة إلى الإنسان وتسمو بالنفس الإنسانيّة إلى المعالي والآفاق، لهذا السبب فالصلاة الميكانيكيّة ليست بصلاة، إذ إنها لم تستوف الغاية التي فرض الله تعالى الصلاة لأجلها.
الصلاة تقام في خمسة أوقات على امتداد النهار، وهاذه الصلوات هي الصلوات المفروضة على كلّ إنسان مسلم مؤمن، إلّا أنّ الإنسان قد يحتاج إلى الاتّصال مع الله تعالى في أوقات أخرى في النهار، لهذا السبب كانت النوافل والسنن النبويّة الشريفة. فالصلوات المسنونات كثيرة جداً وبإمكان الإنسان أن يصلي كيفما أراد ووقتما أراد.
صلاة الضحى
من الصلوات المسنونات عن نبيّنا المصطفى – صلى الله عليه وسلم – صلاة الضحى والتي تسمى باسم آخر وهو " صلاة الأوّابين "، وهي من السنن المؤكّدة عن الرسول الأعظم، وهناك بعض العلماء الشرعيين المتخصّصين قالوا إنّها صلاة مندوبة. وقد ورد في مشروعيّتها ما قاله الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري – رضي الله عنه –؛ حيث قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "يصبح على كلّ سُلامى من أحدكم صدقة، فكلّ تسبيحةٍ صدقة، وكل تحميدةٍ صدقة، وكل تهليلةٍ صدقة، وكلّ تكبيرةٍ صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى".
عدد ركعات هذه الصلاة في حدّه الأدنى هو ركعتان فقط، أمّا احسن وأفضل عدد من الركعات تصلّى بها هذه الصلاة فهو أربع ركعات؛ بحيث تصلّى ركعتان ركعتان، كما أنّها تصلّى ثماني ركعات، وهناك من قال إنّها تصلّى اثنتي عشرة ركعة. ورد في حديث أخرجه الإمام البخاري عن الصحابيّة الجليلة أم هانئ – رضي الله عنها – أنّها قالت " إنّ النبي دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلّى ثماني ركعات "
يبدأ الوقت الّذي تصلّى فيه هذه الصلاة من وقت ارتفاع الشمس إلى وقت زوالها، أي من بعد أن تشرق الشمس في أول النهار بخمس عشرة دقيقة تقريباً وينتهي وقتها إلى ما قبل أذان صلاة الظهر بخمس عشرة دقيقة أيضاً. نظراً إلى أنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلّم كان مداوماً على أداء هذه الصلاة المباركة فإنّ المسلمين هم أيضاً مستحبٌّ لهم أن يؤدّوا هذه الصلاة كلُّ حسب استطاعته وقدرته، فهي في نهاية المطاف ليست صلاةً مفروضةً وإنّما لها أجرٌ كبيرٌ جداً.