صلاة الوِتر
الوِتر اسمٌ يطلق على الشيء الواحد أو الشيء المنفرد عن غيره، والوِتر اسمٌ للركعة المنفصلة عمّا قبلها، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالوِتر في سورة الفجر:"والفجر وليالٍ عشر* والشفع والوَتر"، فقد جاءت في القرآن لفظ الوتر بفتح الواو، كما تُلفظ بكسر الواو.
صلاة الوِتر هي آكد التَّطوع وقال بعض العلماء بل هي واجبةٌ، وقد اتفق المسلمون على مشروعية صلاة الوِتر ومن تركها متعمدًا تُردّ شهادته كما قال بذلك الإمام أحمد بن حنبل:"من ترك الوتر عمدًا؛ فهو رجل سوءٍ، ولا ينبغي أنْ تُقبل شهادته".
وقت صلاة الوِتر
وقت الوتر من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، فعن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:"من كُلّ الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله وأوسطه، وآخره، وانتهى وتره إلى السَّحر".
يُستحب تأخير الوتر لمن أراد قيام الليل، ومن كان لا يثق من قيامه في آخر الليل؛ فعليه أن يوتر قبل أن يخلد للنّوم؛ فعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أيكم خاف ألا يقوم من آخر الليل؛ فليوتر ثُمّ ليرقد، ومن وثق بقيامه من آخر الليل؛ فليوتر من آخره؛ فإنّ قراءة آخر الليل مشهودةٌ وذلك أفضل".
عدد ركعات صلاة الوتر
اختُلف في عدد ركعات صلاة الوتر وهنا سنذكر جميع ما جاء في السُّنة النبوية من عدد الركعات:
- أقل الوتر ركعةٌ واحدةٌ فقد ثبت ذلك عن عشرةٍ من الصحابة رضوان الله عليهم، ويُفضل أن يسبق صلاة الوتر صلاة الشَّفع
- يجوز أن يوتر المصلي بتسع ركعاتٍ، يصلي ثمان ركعاتٍ ثُمّ يجلس عقِب الركعة الثامنة ويتشهد التَّشهد الأول ولا يُسلم، ثُمّ يقوم، فيصلي الرّكعة التاسعة ويتشّهد التشهد الأخير ويُسلم.
- يجوز أن يوتر المصلي بسبع ركعاتٍ أو خمس ركعاتٍ لا يجلس إلا في آخرها ويتشهد ويُسلم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بسبعٍ وبخمسٍ لا يفصل بينهنّ بسلامٍ ولا كلامٍ.
- يجوز أن يوتر بثلاث ركعاتٍ، يصلي ركعتين ويُسلم، ثُمّ يصلي الركعة الثالثة وحدها، ومن المستحب أنْ يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الأعلى، وفي الثانية سورة الكافرون، وفي الثالثة سورة الصَّمد.
- أكثر الوتر إحدى عشرة ركعةً أو ثلاث عشرة ركعةً، يصليها ركعتين ركعتين، ثُمّ يصلي ركعةً واحدةً يوتر بها، كما يجوز للمصلي أن يُصلي العشر ركعاتٍ أو الاثني عشرة ركعةً دون انفصال ويتشهد التشهد الأول دون أنْ يُسلم، ثُمّ يقوم ويصلي الركعة الأخيرة ويتشهد التَّشهد الأخير ويُسلم، ولكن الطريقة الأولى هي الأفضل، وفي كلاهما خيرٌ وأجرٌ بإذن الله.
- في صلاة الوتر المجزئ ركعةٌ واحدةٌ، أدنى الكمال ثلاث ركعاتٍ، أعلى الكمال إحدى عشرة ركعةً.
- يُستحبّ بعد الرفع من الرُّكوع في آخر ركعة من صلاة الوتر، أنْ يتوجه المصلي لله بدعاء القُنوت.
دعاء القنوت
هو الدُّعاء الذي يدعو به المصلي في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر ويكون بعد الرَّفع من الرُّكوع وهو الأفضل، ومن دعّى به قبل الرُّكوع لا بأس في ذلك.
دعاء القنوت دعاء رغبةٍ وليس دعاء ابتهالٍ؛ لذلك تُرفع اليدين بحيث يكون الكفين بمحاذاة الكتفين، وله أنْ يبسط الكفين طالبًا العطاء من رب السَّماء، والاحسن وأفضل أنْ يضم الكفين بعضهما إلى بعضٍ بحيث يكون الكف الأيمن فوق الكف الأيسر؛ لأنّ في تلك الوضعية دليلٌ على الإستجداء، ومن ترك دعاء القنوت حينًا وأتى به حينً آخر لا تثريب عليه.
صيغة دعاء القنوت: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ، ولا منجا منك إلا إليك".
