رياض الأطفال
تُعرف رياض الأطفال بأنّها مرحلة دخول الطفل لمستوى صفّي ما قبل المرحلة الأساسيّة، وذلك عند التحاقه بالمدرسة، وهي السنة الأخيرة (أو السنتين الأخيرتين) لمرحلة ما قبل المدرسة، وتتركز برامج رياض الأطفال على الألعاب الإبداعيّة وتنمية التفاعل الاجتماعي، والتعبير الطبيعي، ويتمّ في هذه المرحلة تدريس الأطفال مهارات التواصل الاجتماعي وتعليمهم الأساسيّات الأكاديمية للصف الأول، ويتعلّم الأطفال عبر ما يسمّى باللعب الإبداعي، والذي يتمّ بواسطة ألعاب تربويّة مخصصة و موارد صفية، ويقوم الأطفال في رياض الأطفال بإخراج إبداعاتهم وذلك بأن يصنعوا ملصقاتهم الخاصّة المصنوعة من الأوراق، وتركيبها باستخدام المقصّات واللاصق.
بداية رياض الأطفال :
لقد أسّس التربوي ( فريدرخ فرويبيل) الألماني أول دار كرياض للأطفال وكان هذا عام 1837م، وكانت أوّل رياض للأطفال في مدينة ( بلانكبيرغ) في روسيا، وقد قامت فلسفته التربوية على الإيمان بإبداع الطفل الفطري، وركّزت على أنّه يجب أن يمكث الأطفال جزءاً من وقتهم منخرطين في اللعب، وذلك بهدف تطوير قدراتهم الإبداعيّة والذكائية بشكل طبيعي، وكان اسم رياض الأطفال ( Kindergarten )، وتعني حرفياً (حديقة الأطفال) فقد كان يرى الأطفال كالأزهار الحُرة في مدرسته، وتتراوح أعمار الأطفال الملتحقين برياض الأطفال ما بين الثالثة والسادسة.
أهمية وفائدة رياض الأطفال
لرياض الأطفال أهميّة كبيرة في تأهيل الطفل علمياً واجتماعياً ونفسيّاً، وإعداده إعداداً مدروساً سليماً، فيتمكّن بعد الانتهاء من فترة رياض الأطفال من الالتحاق بالمرحلة التعليميّة الابتدائية الأولى بسهولة، فوظيفة رياض الأطفال الأولى تهيئة الطفل لمرحلة المدرسة، فبهذه المرحلة تترك لهُ الحرية التامة لممارسة الأنشطة، واستكشاف قُدُراته الفريدة وميوله الأوّلى وإمكانيّاته، فيكتسب المهارة والخبرة التي لا يكتسبها في المنزل بأيّ حال، ومن أهمّ وظائف المعلّمة في رياض الأطفال تشجيع الطفل وتحفيزه على حبّ العمل في فريق لدى الطفل؛ فالطفل المُحِب لروح العمل والتعاون والمشاركة الإيجابية قادر على الاعتماد على نفسه، وفي هذه المرحلة يكتسب الطفل المهارات بأنواعها اللغويّة والاجتماعية، وعن طريقها سيكوّن الاتّجاهات الخاصة الأولية بما يخص العمليّة التعليمية.
في مرحلة رياض الأطفال يمر الطفل مرحلة تعليمية لا تقل أهمية وفائدة عن مراحل التعليم الأخرى، بل هي مميزة جداً، وهذه المرحلة خاصة ولها فلسفتها التربوية وأهدافها النمائية والسلوكية، وأهدافها ترتكز على احترام ذاتيَّة الطفل وتفرده وتشجيعه على التغيِّر بلا خوف واستثارة تفكيره الإبداعي المستقل، ورعاية الطفل بدنياً وتعليمه العادات الصحية السليمة، وعلى المعلمة مساعدة الأطفال في تدبر أمورهم المعيشَّة واللعب وحتى تذوق الموسيقى والجمال التعرف على الطبيعة، وتعليمهم أنّ بعض رغباتها يمكن التخلّي عنها لأجل الجماعة.
ومن فوائد رياض الأطفال أنّها توفّر الخبرات والتجارب المُختلفة، والتي تخدم الطفل وتُكسِبُه الخبرات اللازمة ليبدأ حياته بشكل مستقل جزئياً؛ فهي مكان للمتعة والحرية والحركة، مكان للإفادة والحصول على المعلومات بشكل مميّز وجميل، مكان ليتعلّم الطفل اللعب فيه، كأن يتعلّم القيم والآداب وتنمية السلوك الجيد، وتثبيط السلوك السيئ عند الطفل، هي مكان لتنمية ثقة الطفل بنفسه وانتمائه أيضاً، ومكان ليكتسب فيه الطفل تدريبه الأول لتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس.
رياض الأطفال هي المكان الأوّل لتنمية إبداع الطفل، وفيها يتعوّد الطفل على حبّ الجماعة والعمل الجماعيّ المتعاون، وفي الروضة أيضاً يمكن أن تحل بعض المشاكل وعيوب الاجتماعيّة كالخجل، والانطوائيّة، والعدوانية، وفيها يطلق الطفل العنان لطاقته الكبيرة فيُفرغها بطريقةٍ علميّة مدروسة، وبتوطيد علاقة الطفل والمعلمة نستطيع الوصول للأهداف المرجوة من رياض الأطفال.
ولا يقتصر دور رياض الأطفال على تنمية مهارات الطفل وتحضيره لمجتمع أكبر؛ بل لهذه المرحلة دور تربوي مهم كالمدرسة؛ فهي تهتم ببناء مواطنٍ صالحٍ يبني وطنه شاباً قوياً بالمستقبل، فتهتم ببناء شخصية الطفل من كافة النواحي الجسدية والعقلية والحركية واللغوية والانفعاليّة والاجتماعية، ومساعدة الطفل بالتعبير عن ذاته كلامياً، ورسم واقعه المتخيل وتطويره، تساعده على الاندماج وبيئته، وتعلمه أنّ له حقوقاً وواجبات كحق الملكية العام والخاص، تساعده على حل المشكلات، وتأهّله لمرحلة التعليم المدرسي، وتكسبه المفاهيم والمهارات التي ستساعده في فهم التربية الدينيّة، والرياضيات، والموسيقى، والتربية الصحية، واللغة العربية، والفنون الاجتماعية، ويقاس تطور الحضارات باهتمامها بنظامها التربوي وملاءمته مع مستجدات العصر؛ لذا من المهم السعي حثيثاً لتحديث مناهج رياض الأطفال بما يتواكب مع احتياجات الطفل والمتطلبات المستحدثة في التربية، والانفجار المعرفي الهائل.