تريد بشدة الفتاة بعد الزواج أن تصبح أمًا، وهي تنتظر بشغف اللحظة التي يقول لها الطبيب فيه: مبارك، أنتِ في الشهر الأول من الحمل، فتفرح دون أن تعرف أو تدرك ما عليها أن تفعله لتحافظ على جنينها صحيًا، أو ما الذي يجري في أحشاءها، في هذا المقال نجيب عن هذه الأسئلة.
في الساعة التي يخبر بها الطبيب الأم أنّها حامل في الشهر الأول، عليها أن تسارع في تناول حبوب الفوليك أسيد؛ لأنّه يحمي المضغة من حدوث تشوهات خلقية في الجنين، وهذه المضغة هي التي تخلق الدماغ والحبل الشوكي والعمود الفقري والأعصاب، وتناول الأم لهذه الحبوب سوف يحميها من خطر إصابة الجنين بتشوهات، كعدم التحام فقرات العمود الفقري أو الإصابة بتشوهات بنيوية، مع الفيتامينات والمكملات الغذائية كالحديد والكالسيوم.
ويحدث الحمل عندما يلقح حيوان منوي من الأب، بويضة من الأم فتلتصق بجدار الرحم وينغرس في المشيمة، وتبدأ في النمو، وتتغير الهرمونات في جسم المرأة، ففي اليوم الرابع لحدوث الإخصاب بوسعها أن تكتشف حملها من خلال فحص الدم، لأنّ هرمون الغدد التناسلية المشيمية البشرية يتم إفرازه بعد الإخصاب، ويكتشف في بول المرأة الحامل بعد مرور من عشر إلى خمسة عشر يومًا على الاخصاب.
وفي الوقت الذي تنغرس به البويضة المخصبة في المشيمة يحدث نزيف قليل، وذلك على أثر الغرس ممّا تحسبه المرأة بداية دورتها الدموية، وفي بعض الأحيان تجهض المرأة حملها لعدم انغراسه بشكل صحيح في المشيمة، أو بسبب البيئة المحيطة، كأن تجالس المدخنين من الناس، أو تقفز وتتحرك كثيرًا، أو تتعرض لاصطدام مفاجئ حيث يسقط حملها ولا يثبت في مكانه، لذا تنصح بالراحة الجسدية في أول أيام الحمل.
وعلى المرأة الحامل في الشهر الأول أن تكثر من شرب السوائل لنقل المواد الغذائية للجنين، ولدفع كميات أكسجين إلى الدم، ولأنّ الدم يبدأ في زيادة كميته حتّى يكفي لمد الجنين به؛ ممّا يساعد على نماءه وتكونه، بينما تلاحظ بدء تضخم جسدها، بسبب زيادة إفراز الجريان الدموي وزيادة إنتاج الخلايا المصبغة، بينما يبدأ قلب الأم بازدياد خفقانه ممّا يشعرها بالإرهاق والتعب بسرعة، وتنصح بأخذ فترات من الراحة أو قسط من النوم.
كما عليها أن تهتم بالتغذية وتأخذ في اعتبارها تغذية الجنين، فتنوع بين الحليب والبيض، إلى الخضروات الخضراء واللحوم، إلى عصائر الطبيعة كالبرتقال والجريب فروت.
وفي حال حدوث أي خطر للأم، كارتفاع في درجة الحرارة، أو عدم القدرة على التوازن، والقيء المستمر، عليها مراجعة طبيبها الخاص فورًا.
وخلال أول أربعة أسابيع تعاني المرأة من تغير مزاجي، واكتئاب، وقلة ثقة بالنفس، إلّا أنّ وجود الزوج إلى جوارها يمنحها دعمًا نفسيًا يجعلها تجتاز المرحلة بأمان، وعليها أن تتابع صحتها مع طبيب خاص بالنساء والتوليد؛ للحصول على الرعاية الطبية والفحص الدوري لصحة الجنين.