الموسيقى عالم بحد ذاته، فهي الناقل الرسمي والحصري للأحاسيس والمشاعر، إذ إن هناك جزء ممّا يجول في نفس الإنسان تعجز الكلمات وعبارات عن التعامل معه وفك شيفرته لنقله إلى الآخرين، إلا أنّ الموسيقى هي الوحيدة القادرة على فعل هذا الأمر. من هنا فإنه يتوجّب أن يكون هناك اهتمام بالغ في هذا الأمر، كما ويجب أن تصبح الموسيقى ثقافة سائدة ورائجة في المجتمع كله، لما لها من أهمية وفائدة كبيرة تعود بها على الفرد والمجتمع، لا أن تكون حصص الموسيقى في المدارس مخصصة لمن تأخّر من المعلمين عن اللحاق بمتطلبات منهاجه، أو أن تكون مثلاً حصة رياضية، فكل شيء له وقته، فكما لباقي العلوم أهمية وفائدة في الحياة، فإنّ للموسيقى أهمية وفائدة قد تفوق باقي الموضوعات.
قائد الفرقة الموسيقية
في الفرق الموسيقية هناك قائد يسمّى مايسترو (Maestro or Conductor)، وهذا الفن هو من أهم الفنون الموسيقية، حيث يوجه المايسترو الفرقة الموسيقية عن طريق حركات اليدين والإيماءات، وهو المسؤول الأول والأخير عن التناسق والتناغم الموسيقي بين أعضاء الفرقة، حيث أنه يقوم بضبط الإيقاع بين العازفين.
تطورت طريقة أداء القائد الموسيقي، ففي البداية كان القائد الموسيقي يمارس مهمته في ضبط الإيقاع وتوحيد النغم عن طريق عمل بعض الحركات المعينة بيديه، حيث كان القائد الموسيقي في الكنيسة يمارس هذا الأمر، وقد تطور الأمر لاحقاً، فقد دخلت العصا، حيث أصبح المايسترو يستخدم العصا في ضبطه للإيقاع.
يطلق على قائد الفرقة الموسيقية كما أشرنا سابقاً اسم " المايسترو " احتراماً له، ولفظة المايسترو أصلها إيطالي، وهي تعني المعلم أو السيد، إلا أن ّالأمر المهم الذي ينبغي ذكره هو أنّ المايسترو يتواجد في العادة في الفرق الموسيقية الغربية الكلاسيكية بالإضافة إلى فرق الأوبرا، كما ويمكن أن يعطى اللقب لغير قائدي الفرق الموسيقية، من أمثال الملحنين البارزين، ولكن هناك من يقول أن المايسترو في الموسيقى العربية تعرف ما هو إلا للزينة فقط، وهناك تبرير موسيقي لذلك وهو أن من يعزف على آلة الرق يكون هو المايسترو الذي يشير إلى باقي العازفين بالبدء، وقد دلّل أتباع هذا الرأي إلى أنه في الحفلات التي كانت تقدمها السيدة أم كلثوم لم يكن هناك أي شخص يقود الفرقة، إلى جانب العديد من الفنانين الآخرين. أما في الموسيقى الغربية فطبيعة الآلات الموسيقية تحتاج إلى شخص يقودها ويعمل على ضبط إيقاعها. أما المعارضون لهذا القول فقد قالوا أن أم كلثوم وغيرها كانوا هم أساس الفرقة الموسيقية، أما في الموسيقى العربية الحديثة فهناك العديد من اللوازم التي تستدعي وجود مايسترو.