أحضرنا لكم باقة من الأشعار المنوّعة لمجنون ليلى ( قيس بن الملوّح) ، دعونا نقرأها سوية :
سأبكي على ما فات مني صبابة ، وأندب أيام السرور الذواهب وأمنع عيني أن تلذ بغيركم ، وإنِّي وإنْ جَانَبْتُ غَيْرُ مُجانِبِ
وقالوا لو تشاء سلوت عنها ، فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي ، كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ
ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ ، ولا النفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُ أحب هبوط الواديين وإنني ، لمشتهر بالواديين غريب
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم ، هل فرجت عنكم مذ متم الكرب لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي ، لكن نار الهوى في القلب تلتهب
إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ ، أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له ، حر الصبابة والأوجاع والوصب
هوى صاحبي ريح الشمال إذا جرت ، وأهوى لنفسي أن تهب جنوب فويلي على العذال ما يتركونني ، بِغمِّي، أما في العَاذِلِين لبِيبُ
لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى فَطالَمَا ، لهوت بليلى ما لهن رقيب وإن حال يأس دون ليلى فربما ، أتى اليأس دون الشيء وهو حبيب
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج ، بمكة والقلوب لها وجيب فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ ، بِهِ واللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُ
أحجاج بيت الله في اى هودج ، وفي أيِّ خِدْرٍ مِنْ خُدُورِكُمُ قَلْبي أأبْقى أسِيرَ الحُبِّ في أرضِ غُرْبة ، ٍ وحادِيكُمُ يَحْدو بقلبي في الركْبِ
شُغِفَ الفؤادُ بِجارة ِ الْجَنْبِ ، فَظَللْتُ ذا أسَفٍ وذا كَرْبٍ يا جارتي أمسيت مالكة ، روحي وغالبة على لبي
عقرت على قبر الملوح ناقتي ، بِذي الرَّمْث لَمَّا أنْ جَفاهُ أقارِبُهْ فَقُلْتُ لها كُونِي عَقيراً فإنَّني ، غداة غد ماش وبالأمس راكبه
عفا الله عن ليلى وإن سفكت دمي ، فإني وإن لم تجزني غير عائب عليها ولا مُبْدٍ لِلَيْلَى شِكايَة ، وقد يشتكي المشكى إلى كل صاحب
لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ ، ويَرْمِي بها مِنْ ذُرْوَة ِ الجَبَلِ الصَّعْبِ فلا غرو أن الحب للمرء قاتل ، يقلِّبُهُ ما شاءَ جَنْبَاً إلى جَنْبِ
حبيبٌ نأى عنِّي الزَّمانُ بِقُرْبِهِ ، فَصَيَّرنِي فَرْداً بغيْرِ حَبيبِ فلي قلب محزون وعقل مدله ، وَوَحْشَة ُ مَهجُورٍ وَذُلُّ غَريبِ
أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ ، فأصبح مذموماً به كل مذهب خَلِيّاً مِنَ الْخُلاَّنَ إلاَّ مُعَذَّباً ، يضاحكني من كان يهوى تجنبي
ألاَ يا نَسِيمَ الرِّيحِ حُكْمُكَ جائِرٌ ، عليَّ إذا أرْضَيْتَني وَرَضِيتُ ألاَ يا نَسيمَ الرِّيحِ لو أَنَّ واحِداً ، من الناس يبليه الهوى لبليت
ومفرشة الخدين ورداُ مضرجا ، إذا جَمَشَتْهُ الْعَيْنُ عاد بَنَفْسجَا شَكَوْتُ إليها طُولَ لَيْلِي بِعِبْرة ٍ ، فأبدت لنا بالغنج دراً مفلجا
رُعَاة َ اللَّيْلِ ما فعلَ الصَّباحُ ، وما فَعَلَتْ أوَائِلُهُ الْمِلاَحُ وما بالُ الَّذِينَ سَبَوْا فُؤادي ، أقاموا أم أجد بهم رواح
خليلي هل قيظ بنعمان راجع ، لياليه , أو أيامهن الصوالح ألا لاَ وَلا أيَّامُنَا بِمُتَالِعٍ ، رواجع ما أورى بزندي قادح
أمِنْ أجْلِ غرْبَانٍ تَصايَحْنَ غُدْوَة ، ببينونة الأحباب دمعك سافح نعم جادت العينان مني بعبرة ، كما سل من نظم اللآلي تطارح
وأدنيتني حتى إذا ما فتنتني ، بِقَوْلٍ يَحِلُّ الْعُصْمَ سَهْلَ الأَبَاطِحِ تجافيت عني حتى لا لي حيلة ، وغادرت ما غادرت بين الجوانح
ألا يا غراب البين هيجت لوعتي ، فَويْحَكَ خَبِّرْنِي بِمَا أنْتَ تَصْرُخُ أبِالْبَيْنِ مِنْ لَيْلَى ؛ فإنْ كُنْتَ صَادِقاً ، فَلا زَالَ عَظْمٌ مِنْ جَنَاحِكَ يُفْسَخُ
ألا قاتل الله الهوى ما أشده ، و أسرعه للمرء وهو جليد دعاني الهوى من نحوها فأجبته ، فأصْبَحَ بِي يَسْتَنُّ حيث يُرِيدُ
حب إلينا بك يا جراد ، أرض وإن جاعت بك الأكباد وَضَاقَتِ الأَصْدَارُ والأَوْرَادُ ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلُ لَنا عَتَادُ
ذكرت عشية الصدفين ليلى ، وكل الدهر ذكراها جديد إذا حَالَ الْغُرَابُ الْجَوْنُ دُونِي ، فمنقلبي إلى ليلى بعيد
أرقت وعادني هم جديد ، فجسمي للهوى نضو بليد أراعي الفرقدين مع الثريا ، كذاك الحُبُّ أهْوَنُهُ شَدِيدُ
أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ ، فأصبح مذموماً به كل مذهب خَلِيّاً مِنَ الْخُلاَّنَ إلاَّ مُعَذَّباً ، يضاحكني من كان يهوى تجنبي
أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ في صَدْري ، ونار الأسى ترمي فؤادي بالجمر أبَى حَدَثانُ الدهر إلاَّ تشتُّتاً ، وأيُّ هَوى ً يَبْقَى على حَدَثِ الدهرِ
ألا يا شفاء النفس لو يسعف النوى ، ونجوى فؤادي لاتباح سرائره أثيبي فتى حققت قول عدوه ، عليه وقلت في الصديق معاذره
بِنَفْسِيَ مَنْ لاَ بدَّ لِي أنْ أُهَاجِرَهْ ، وَمَنْ أنَا فِي المَيسُورِ وَالْعُسْرِ ذَاكرُهْ ومن قد رماه الناس بي فاتقاهم ، بهجري إلا ما تجن ضمائره