مقدمة
إن نزلات البرد التي تكون مصاحبة بالسعال أو الزكام تنتج عن التهابات تصيب الجهاز التنفسي، ويصاب الأنف أيضا؛ نتيجة لتغير الأحوال الجوية، أو تعرض الشخص لدرجة حرارة مختلفة عن محيطه في وقت قصير لأي سبب كان، فكل ذلك يجعل الجهاز التنفسي عرضة للإصابة، مما يؤدي إلى إصابة الشخص بنزلة برد، لكن نزلات البرد تختلف في الشدة، فمنها ما تكون خفيفة، ومنها ما تكون متوسطة الشدة، ومن نزلات البرد ما تكون قاسية.
كيف العلاج و دواء من نزلات البرد
هناك الكثير من الطرق ووسائل العلاجية للعلاج و دواء من نزلا البرد، ومن أهم هذه الطرق:
الحذر من تناول فيتامين سي، لكن تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة الزنك
- الكثير من الناس عندما يتعرضون إلى نزلات البرد القاسية يلجأون إلى تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على فيتامينات سي ودي، على اعتبار أنها مكملات غذائية هامة، لكن الأدلة الطبية تعتبر أن نتيجة هذه الفيتامينات في علاج و دواء نزلات البرد ضعيف جدا.
- فيتامين سي يتناوله الأشخاص الذين يعانون من الشد أو ضغوطات بدنية كبيرة.
- تناول هذه الفيتامينات بالنسبة للشخص الذي يعاني من نزلات البرد تقلل من خطورة المرض بنسبة 3% فقط!.
- ومن الملفت للانتباه، أنه عندما يتعرض الشخص البالغ للإصابة بنزلات البرد مرتين في العام، فإنه سوف يتجنب الإصابة بالبرد مرة واحدة كل 15 عام، هذا ما تقوله إحدى الدرسات الطبية.
- لكن بالمقابل، إن تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة الزنك تعتبر ذات تأثير ونتائج كبير على الشخص الذي يعاني من نزلة برد، حيث قامت بعض المراكز الطبيعة بإحراء تجارب على ثلاثة أطفال، ليخرجون بالنتيجة التالية: أن الأطفال الذين يتناولون الأطعمة الغذائية التي تحتوي على عنصر الزنك بشكل منتظم معرضون للإصابة بنزلات البرد بشكل قليل، حيث يتعرضون لها مرة واحدة كل عام أو عام ونصف، ويقابلهم الأشخاص الذين لا يهتمون بتناول الأغذية التي تحتوي على عنصر الزنك بشكل منتظم، فهم معرضون للإصابة من 6-8 مرات بالنسبة لأقرنائهم الأطفال.
- بعض الدراسات تشير إلى أن عنصر الزنك يعمل على تقليل مدة الإصابة بنزلة البرد ليوم واحد أو أكثر.
- ومن المعلوم، أن طعم الزنك غير محبب للأشخاص، لكن عندما نتناوله بشكل منتظم طوال العام سوف نحصل على الفائدة المرجوة منه.
الاحسن وأفضل ألا نتناول المضادات الحيوية، الاحسن وأفضل تناول العقاقير المخففة من نزلات البرد
من المعلوم عند الأطباء، أن المضادات الحيوية تستهدف البكتيريا في الجسم، لذا، فهي غير مساعدة من ناحية استهداف المرض؛ لأن نزلة البرد ناتجة عن فايروس يقوم باستهداف الجهاز التنفسي للشخص، إذا علمنا ذلك، يتبين لنا أن استخدام المضادات الحيوية لمريض نزلة البرد غير مجدي، بل إن تناول هذه العقاقير المضادة يؤدي إلى تأثر الشخص المصاب بظهور الأعراض الجانبية السلبية، مثل: الإسهال، والشعور بالغثيان، لكن تناول العقاقير المسكنة تساعد في التخفيف وانقاص من حدة الأعراض على البالغين، لكن يجب أن نضع في الحسبان، أن نزلات البرد تختلف من شخص إلى آخر، وذلك حسب مناعة الشخص، وكذلك تختلف نوع العدوى بهذا المرض.
تناول العسل جيد لعلاج و دواء البرد
يعتبر العسل علاج و دواء جيد للتخلص من البرد، فبعض الدراسات تشير إلى أن تناول ملعقة عسل قبل الذهاب إلى النوم مساعد جيد في تخفيف السعال، لذلك، يعتبر تناول العسل مفضل بشكل كبير، بل احسن وأفضل من المشروبات السكرية ومشروبات السعال الأخرى، وكذلك يقول بعض الأطباء إن شرب مزيج القهوة مع العسل جيد للتخلص من السعال لدى البالغين، لكن يجب الحذر من تناول بعض الأعشاب التي لا تؤثر على نزلات البرد بشكل مرجو، والحذر هنا من تناول أعشاب قد تضر أكثر مما تنفع في علاج و دواء البرد، مثل الثوم، والاشناسيا.
الكحوليات داء وليس دواء
عندما نقوم بشرب الكحوليات فإننا نعاقب أنفسنا؛ لأن الكحوليات ترخي بل تضرب جهاز المناعة في الجسم، وتجعل من جسمك لقمة سائغة للفيروسات، لذلك، يجب علينا الابتعاد عن شرب الكحوليات التي تضر أكثر مما تنفع الجسم.
الأشخاص الذين يحيطون بك يستطيعون دعمك
إن أصدقاءك وعائلتك يمكنهم تقرير مدى سرعة تعافيك، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من نزلات البر القائلين بأنهم متعاونون جدا مع طبيبهم، ولهم القدرة على الشفاء أسرع من غيرهم، هذا الجانب النفسي مهم جدا للمرضى، لكن يجب أن نقرر بأن هذه الأمر لا ينطبق على كل المرضى، وكما أسلفنا التوافق والاندماج مع المحيط الاجتماعي، سواء العائلة، أو الأصدقاء، أو الطبيب، له أثر جيد في علاج و دواء الشخص، ويجب على المحيط الاجتماعي أن يوفر التعاطف مع المريض، وهذا ليس بالمطلب الكبير؛ لأن هذا الجانب يوفر شيئاً كثيراً في حال فضل العلاجات الأخرى.
نصائح وإرشادات هامة للتخلص من البرد
- الخلود للنوم: عندما يتعرض الإنسان لنزلات البرد يقوم الجسم بإفراز مستويات كبيرة من المواد الكيميائية، والتي تعرف بالسيتوكينات، هذه المواد تجعل الشخص يشعر بالنعاس بشكل غير معتاد لتحفيز الخلايا المناعية، لذلك، اخلد إلى النوم عندما تشعر به ولا تقاومه.
- تجب التمارين الرياضية الشديدة: هذا النشاط الشديد والكبير من الممكن أن يعرض الجسم للإجهاد، ومن ثم يتأثر بشكل سلبي، لكن ممارسة الرياضة بشكل معتدل وبسيط يساعدك على الانتهاء والتخلص من البرد.
- تناول الطعام الخفيف: البرد يؤدي إلى تحفيز نظام المناعة وتنشيطه؛ حتى يقوم بواجبه تجاه الفايروسات، لذا، سوف يشعر الشخص المصاب بشهية غير معتادة، يجب ألا تكثر من الطعام؛ لأن ذلك يؤدي إلى خمول خلايا الجسم، وتناول الطعام الخفيف بشكل منتظم يعطي طاقة مناسبة للجسم، فحافظ على ذلك.
- الاسترخاء: في العديد من الدراسات التي أجريت على عينة من الأشخاص، أظهرت النتائج أن الأشخاص المعرضين للضغط تظهر عليهم الأعراض عند تعرضهم لأمراض غير مزمنة، وهذا يحدث أيضا مع نزلات البرد، فالواجب علينا أخذ فترات استرخاء وراحة، وتجنب الضغوط النفسية والتوتر.
هناك بعض الأطعمة والأعشاب الخاصة والمفيدة للأشخاص المصابون بنزلات برد
- حبة البركة مع العسل: حيث نحضر ماء، ونضع فيه القليل من حب البركة، ثم يسخن، ويترك حتى تهبط حرارة الماء لتصبح فاترة، ثم نضيف عليها بعض العسل، ثم نقم بشربها، هذه الطريقة تساعد وتحفز الجهاز المناعي عند الشخص المصاب.
- الحليب: شرب كوب من الحليب مضافا إليه بعض الزنجبيل جيد في تخفيف صداع الرأس وآلام أخرى ناتجة من نزلات البرد.
- الشوربة: تعتبر الشوربة علاج و دواء لا بأس به لمكافحة البرد، فاحرص على تناول طبق من الشوربة، ويفضل إضافة بعض الزنجبيل إليه، وقم بعصر الليمون على الشوربة.
- القرفة: إن شرب القرفة المغلية لها فوائد لعلاج و دواء جفاف الحلق التي تسببه نزلة البرد، فاحرص على شرب كوب من القرفة، ويفضل إضافة قليل من العسل إليها.
- الغرغرة بالماء والملح تقضي على التهابات الحلق التي تسببها نزلات البرد.
وهناك بعض الأمور الأخرى التي يجب علينا مراعاتها، على سبيل المثال: غسل اليدين بشكل جيد وبصورة منتظمة يجب الأخذ به، وكذلك لا يجب مشاركة أي مشروب مع أشخاص مصابين بالعدوى، فانتبه إلى هذا الأمر جيدا.
هذه الطرق ووسائل العلاجية والوقائية تعتبر أبسط الحلول وأكثرها فاعلية، وعندما نقوم بها سوف نحصل على احسن وأفضل النتائج بقدرة الله -سبحانه وتعالى-.