الزراعة
تُعتبر الزراعة من أهم سُبل الحياة، وهي كالماء تماماً، لا يُمكن أن نعيش من دونها، لأن الأرض بلا خضار وثمار تُصبح صحراء قاحلة، فالزراعة هي أساس الحياة، لذلك يجب على الإنسان أن يعرف كيف يزرع، كي يُصبح أكثر معرفة واطّلاعاً على أهم أمور الحياة.
الزراعة تغرس فينا روح حب الوطن، وحب الحياة، وتزرع فينا الأمل، لذلك سنوضّح لكم في هذا الموضوع الأمور التي تتعلق بالزراعة، كي تُصبح أكثر اطلاعاً و معرفة في هذا الموضوع، نظراً لوجود عدة معايير للزراعة وعدة طرق.
الزراعة هي عبارة عن عمليّة يُعتبر الهدف الرئيسي منها هو إنتاج الغذاء أو العلف أو الألياف أو بعض المُنتجات الأخرى النباتية، وذلك عن طريق التربية السليمة للنبات والحيوان، وتأتي كلمة زَرَعَ من الحب زرعاً أي بَذَرهُ، وحرث الأرض للزراعة وهذا يعني أنّه هيئها للزراعة، وقديماً كانت تعني علم فلاحة الأراضي.
كيفيّة الزراعة
كي تُمارس الزراعة، يتوجب عليك أن تكون لديك قطعة أرض، لتزرع فيها، وتربة جيّدة، وبذور شتلات من الأشجار، وبعض المعدات الزراعية كالمعول و خرطوم المياه وغيرها من الأدوات التي نحتاجها للحفر وغرس النبتة، ونحتاج أيضاً إلى سماد عضوي وهي روث الحيوانات، ونبدأ بالزراعة خطوة بخطوة وهي كالتالي:
- يتمّ فحص التربة من حيث الرطوبة، فإذا كانت التربة صلبة وغير مُستخدمة منذ فترة طويلة، فمن احسن وأفضل الطرق ووسائل هي أن تبدأ بتنظيفها من الأعشاب الضارة ويتوجب عليك أيضاً أن تبدأ بتحريك التراب وتقليبه، وثمّ خلطه بالسماد العضوي وهذه تُسمى بعملية الحراثة، فهذه العملية تجعل الأرض أكثر تقبلاً لوجود نبتة.
- اترك الأرض بعد تقليبها لفترة ما بين سبعة إلى عشرة أيام حتى يبدأ السماد بالتحلل داخل التربة، وبعد ذلك يتم البحث والسؤال عن المحاصيل التي تتناسب مع منطقتك وتربتك وبلدك، وتكتبها في ورقة كي تجعلها في قائمة المُشتريات لإحضراها.
- عليك إحضار الشتلات أو البذور التي تودّ أن تزرعها داخل التربة وهي متوفرة لدى جميع الباعة المُتخصصين في بيع المُنتجات الزراعية، عليك أن تعي جيداً وتعرف نسبة المسافات بين الشتلات كي تعرف كم من الشتلات سوف تتسع تُربتك أو الحديقة التي تود أن تقوم بزراعتها، والمسافة التي سوف تفصل بين شتلة وأخرى يتوجّب أن تكون في حدود الأربعة إلى خمسة أمتار، كي لا يحدث تضارب بين الأشجار لاحقاً في حال نمو النبتة.
- تتمّ زراعة الشتلات والبذور بعيداً عن جذوع الشتلات، فعليك أن تترك مسافة متر واحد على الأقل بين الجذوع، كي لا تتأذّى جذوع أو جذور الشتلات عند عملية الحراثة للتربة، وتهيئتها لزراعة البذور الأخرى.
- قبل أن تبدأ بتوزيع مناطق الزراعة عليك أيضاً أن تبحث بشكل جيد عن المكان المُناسب للزراعة؛ بحيث يتواجد هُناك مصدر للمياه، كي تستخدمها في الري، وعلى سبيل المثال عليك أن تضع رشاشات للمياه بحيث تُغذي جميع الشتلات والنباتات بشكل دائم، أوجمع مياه الشتاء في بئر فهذا يجعل لديك مصدر آخر للمياه في حال انقطاع المياه من حديقتك.
- ابدأ بزراعة الثمار أو الشتلات وتُزرع بأكثر من طريقة، حسب النوع وحسب الموسم، فعلى سبيل المثال تتمّ زراعة الحمضيات ومعظم الأشجار الأخرى في الشتاء في وقت تكون الأرض فيه شبه جافة، ويجب أن تبقى هذه الأشجار تحت عملية مُتابعة دائمة للري المُنتظم والتقليم والتسميد وغيرها من الأمور، وتتمّ زراعتها كالآتي:
- عليك أولاً أن تختار التربة المُناسبة .
- عليك أن تحفر حفرة في التراب، وذلك بعُمق نصف متر تقريباً، ويتم قياس العرض حسب حاجة الشتلة .
- يتم وضع السماد داخل الحفرة.
- تتم سقايتها بشكل مُناسب، فإذا كانت التربة رملية يتمّ وضع القليل من التراب الطيني الممزوج بالسماد الطبيعي داخل الحفرة.
- يتمّ وضع الشتلة داخل الحفرة.
- يتمّ طمر التُراب بشكلٍ جيّد ويتم الضغط عليه .
- كي تحصل على شجرة خالية من الاعوجاج، يتم غرس قصبة أو دعامة قبل عملية طمر التراب، ومن ثم يتمّ ربطها بساق الشجرة كي تتثبّت بشكلٍ جيّد.
- بعد أن تتم عملية الزراعة بشكل مُناسب، لا عليك سوى أن تُواظب على ري هذه الشجرة بشكل دائم.
- احرص دائماً على أن تروي التربة بشكل دائم، ولا تتأخر في مواعيد الري، وعليك مُراقبتها من حيث الحشرات والآفات التي من المُمكن أن تُدمر التربة أوالنبتة، فمثلاً: إزالة النباتات المُصابة بآفة مُعينة وإبعادها عن باقي النباتات، وأيضاً قُم بإزالة الأعشاب الضارة التي نمت حديثاً في تربتك وعلى مقربة من جذوع الشجرة، وأيضاً قُم بقص الأغصان اليابسة كي لا تَجعل الآفات تنتشر داخل النبتة كُلها، فيتوجب عليك أيضاً أن تُواظب على مُراقبة النبتة أو الشجرة كي لا تتكاثر عليها الآفات والحشرات الضارة، وتعمل على قتل هذه النبتة، وأيضاً يتم رش الشجرة بالمُبيدات العضوية وذلك في حال تم التأكد من أنّ هُناك آفة سيطرت على هذه الشجرة.
- تابع قراءة التعليمات والإرشادات عن أساليب الزراعة الحديثة وابق على اطلاع دائم عن الزراعة الحديثة، والعناية بالنباتات، فإذا كنت قادراُ على نصب شبكة ري بالتنقيط فهذا يجعل الري بشكل أفضل، وتبقى التربة دائماً رطبة.
- انتظر الثمار حتى تنضج على شجرتك، فإما أن تَبيعها وتجعلها مصدر رزق لك، وإما أن تأكلها وتستمتع بمذاقها الرائع.
هُناك نوعين من المزروعات حسب اعتمادها على الري وهي:
- زراعة بعلية: وهي تعتمد في ريها اعتماداً كُلياً على الأمطار.
- زراعة مروية: وهي تعتمد في ريها اعتماداً كُلياً على الري من خلال الإنسان .
امتهن الإنسان الزراعة منذ آلاف السنين، وذلك ليكتسب الرزق منها ويأكل منها ويعيش، فتُعتبر الزراعة من أكثر وأكبر وأهم المهن التي امتهنها الإنسان منذ القدم، وما زال يمتهنها؛ فالزراعة من أهم الموارد الرئيسية التي يحتاجها الإنسان، فمن دون الزراعة لا تكون الثمار، فجميع من على هذه الأرض يحتاج إلى الثمار ليعيش على هذه الأرض، حتى الحيوانات تعتمد في غذائها على المزروعات، لذلك يجب علينا المحافظة على الأرض والمحافظة على الزراعة بجميع الوسائل الممكنة والمتاحة لنا؛ فهي كالنبض تماماً، لا يمكن أن نعيش من دونه.
بعد أن أصبحنا على معرفة تامة بكيفيّة الزراعة وأهميّتها، نرى أن الأشجار والأرض يجب عليك أن تُعطيها كي تُعطيك، فإن اهتمامك بالمزروعات وتقليمها وريها بشكل دائم يجعلها تنضج باحسن وأفضل صورة، وهذا ما يجعل الأرض دائمة الخضرة، وترى أنّ الأوراق قد أينعت عندما ترويها وكأنها تتنفس وتشكر الله؛ فالأشجار والبذور وغيرها، كُل هذه الأشياء هي كائنات حية، ولا يجوز أن تقطع عنها الغذاء، كي لا تموت أو تجف، ويجب أن توضع الأشجار في مكان يصله الضوء كي تحدث عملية البناء الضوئي للأشجار، وهذا ما يُساعدها في النضوج.